يبدأ الأطفال منذ سن مبكرة بالشعور بعدم الرضا عن أجسامهم، سواء كان ذلك ناتجًا عن زيادة بسيطة في الوزن، أو طول غير معتاد، أو حتى تفاصيل صغيرة مثل الأذنين البارزتين.
وكثير من الآباء والأمهات يسمعون عبارات مثل "أنا قبيح" أو "لا أحب أنفي" من أطفالهم، ما يثير القلق والحيرة حول كيفية التعامل مع هذه المشاعر.
توضح الاختصاصية في علم النفس كلير فيرجيني بيكاردي أن الأطفال يدركون منذ عمر 6 سنوات الفرق بين أجسامهم وما يرونه كمعايير للجمال، ما قد يسبب لديهم شعوراً بالنقص.
هذا الإحساس يمكن أن ينشأ من ملاحظات الآخرين أو من نظر الطفل إلى نفسه مقارنة بما يشاهد في وسائل الإعلام.
وتشارك أمٌّ معاناة ابنها بسبب صغر قامته وتأثير سخرية زملائه فيه، مؤكدة خوفها من أن يتفاقم الأمر مع دخوله المرحلة الإعدادية.
وتوضح الاختصاصية أن نقل القلق أو المواقف السلبية من الأهل تجاه المظهر يمكن أن يزيد من تعقيد المشكلة.
كما تؤكد بيكاردي على أنه من الضروري أن يستمع الآباء لأطفالهم بعناية دون التقليل من مشاعرهم أو المبالغة فيها. كما يجب أن يتقبلوا مشاعر الطفل ويشجعوه على التعبير عنها، مع تذكيره أن الجميع يواجه بعض التعقيدات وأن تقبل الذات عملية تحتاج إلى وقت.
في بعض الحالات، قد يحتاج الطفل إلى دعم خارجي مثل استشارة اختصاصي أو إجراءات طبية، لكن هذه الخيارات يجب أن تكون مدروسة بعناية.
وتنصح بيكاردي بالتركيز على تنمية علاقة إيجابية مع الجسم، مثل ممارسة الرياضة التي تعزز الثقة بالنفس.
لكن إذا بدأ الطفل يرفض المشاركة في أنشطة طبيعية بسبب تعقيده، فمن المهم اللجوء لمساعدة نفسية مختصة تسهم في استعادة ثقته بنفسه ورؤية أعمق لشخصيته، كما تؤكد الاختصاصية في علم النفس فيرجيني بيكاردي.