في عالمٍ تنافسي يُقاس فيه النجاح بعدد الأنشطة والإنجازات، قد يجد الأهل أنفسهم يدفعون أطفالهم بقوة نحو التفوق دون أن يدركوا أن هذا الضغط قد يكون أكبر من طاقتهم.
تقول الكاتبة أليسون كينيان إن ابنتها المراهقة تغيّر مزاجها إلى الأفضل حين توقفت عن حضور أنشطة ما بعد المدرسة. وخلصت إلى أن الحرمان من وقت الفراغ كان السبب الخفي وراء التوتر.
وغالباً لا يبوح الأطفال واليافعون بمشاعر الضغط. فهم يخشون خذلان أهلهم، وقد يصمتون حتى ينهاروا.
ويشير الخبراء إلى العلامات الخفية التي تنبّه الأهل أن الوقت قد حان لتخفيف التوقّعات. وأهمها:
التهرّب أو التأجيل
حين يشعر الطفل بالإرهاق دون أن يملك أدوات المواجهة، يبدأ باختلاق الأعذار، "صداع، نسيان أدوات، بطء في الأداء". وتقول الاختصاصية النفسية ليزا دامور، مؤلفة كتاب "تحت الضغط"، إن السؤال الأساسي هو: "لماذا يقوم الطفل بهذا النشاط؟ إن كان الجواب: لأن الأهل يريدون ذلك، وليس الطفل، فهنا يبدأ الخطر".
صعوبة التعافي من الإرهاق
توضح الاختصاصية ميشيل بوربا أن قلة النوم وعدم كفاية فترات الراحة اليومية يؤديان إلى تدهور التركيز والطاقة. وتؤكد دامور أن كل طفل يحتاج لنمط خاص من "الاستعادة"، فلا تقارنوا أطفالكم بغيرهم.
الكفاءة دون شغف
الطفل الذي يؤدي مهامه لكنه لا يبدي اهتماماً بتطوير نفسه قد لا يكون مستمتعاً بها. تقول دامور: "إذا بدا أن الطفل يؤدي المهمة فقط دون رغبة بالتقدم، فقد يكون الوقت مناسباً لأخذ استراحة".
حين يهتم الأهل أكثر من الطفل
تقول بوربا إن التركيز المفرط على نقاط الضعف بدلاً من مواطن القوة يهز ثقة الأطفال بأنفسهم. أما دامور فتؤكد أن الضغط الزائد من الأهل قد يرتد سلباً خصوصاً مع المراهقين، داعية إلى محادثات صريحة لفهم دوافع الطفل.
غياب المتعة
الأنشطة اللامنهجية ليست إلزامية، بل يفترض أن تكون مساحة للتعلّم والمتعة. تذكّر بوربا الأهل بضرورة مراقبة تعابير أطفالهم وسلوكهم: هل هم متحمسون؟ أم يشعرون بالملل والضغط؟
في النهاية، تقول دامور: "لا يُفترض أن يحب الأطفال كل لحظة، لكنهم يجب أن يشعروا بالفخر والنمو خلال رحلتهم".