عبر شباب وفتيات في غاية الحماس قرروا البحث عن تجمعات غير تقليدية تناسب روح العصر، تحولت "أندية القراءة" إلى ظاهرة ثقافية - اجتماعية بامتياز تعيد رسم ملامح الأدب العربي عبر الاحتفاء بالكتب وتبادل الآراء فيما يتعلق بالإصدارات الجديدة.
وتتعدد أشكال تلك الأندية التي يغلب عليها الانتشار عبر الفضاء الإلكتروني من خلال مجموعات وصفحات ووسوم تتخذ من "فيسبوك" و"يوتيوب" و"تيك توك" و"واتس آب" و"زوم" مرجعيات أساسية وقاسما مشتركا بين عشاق عالم الكتاب من الجيل الجديد.
في بعض الحالات، تجمع الأندية بين الحسنيين فتتواجد إلكترونيا كما يكون لها مقر على الأرض في هذه المدينة أو تلك، لكن اللافت هو حجم الانتشار؛ إذ قد يتجاوز عدد الأعضاء المليون أو ينخفض إلى مئات أو عشرات الآلاف، وفي حالات الأندية الناشئة التي تخطو على درب البدايات الأولى يكون العدد مقدرا ببضعة آلاف فقط.
ومن أبرز أندية القراءة المصرية "عصير الكتب"، "نادي القراء المحترفين"، "بوك مارك"، " بوك جاردن"، كما أصبحت هذه النوعية من النوادي ملمحا أساسيا في المشهد الثقافي الخليجي عبر العديد من الأمثلة مثل "نادي القراءة"، "إثراء"، "لنقرأ معا"، "كتابي" بالسعودية و"نادي كلمة"، نادي الكتاب" بالإمارات.
ورغم الطابع الرصين المحافظ لمعظم أسماء أندية القراءة، إلا أن بعضها قد يحمل أسماء غير مألوفة توحي بالرغبة في التميز ومخالفة السائد على مستوى المضمون وليس الشكل فقط، كما في "نظارة سارتر" بالكويت و"صيدلية الكتب" بالأردن و"نرد" التابع لجمعية "نرد للآداب والفنون" والذي أسسته الكاتبة الفلسطينية المقيمة بالسويد هدى مشهرواي ليكون تجمعا لأدباء المهجر من العرب.
تتنوع الأنشطة التي تمارسها تلك الأندية من خلال استضافة المؤلفين ومناقشتهم في لقاءات مباشرة حية تجمعهم بالقراء، أو عقد ندوات يتحدث فيها المختصون من النقاد والأكاديميين، فضلا عن تبادل وجهات النظر فيما بينهم في النصوص التي يقرأونها حاليا.
ورغم أن نوادي القراءة العربية بشكل عام أحدثت حالة من الحيوية في الحركة الأدبية وأنعشت سوق المبيعات وساهمت في الترويج للكتاب بشكل عام، إلا أن هناك العديد من الانتقادات التي توجه إليها في الوقت نفسه.
ومن أبرز تلك السلبيات الاهتمام بالروايات على حساب غيرها من المؤلفات، وكذلك الترويج لأسماء أدبية دون المستوى واللهاث وراء الكتب التي تحمل عبارة " الأكثر مبيعا" رغم ما قد تنطوي عليه من ضعف وسطحية.
