حزب الله يطلب من الحكومة اللبنانية تأجيل حصر السلاح
مسيرة حافلة عاشتها الفنانة العالمية بريجيت باردو كانت فيها رمزا للتمرد الأنثوي والجمال الصاعق الذي لا يشبه إلا نفسه، والأناقة المحفورة باسمها على الشاشة وفي قلوب ملايين المعجبين حول العالم، لكنها ختمت كل ذلك بتصريحات ومواقف سياسية صادمة قبل أن ترحل يوم السبت عن 91 عاما.
وتحوّلت النجمة الأيقونية منذ اللحظة الأولى إلى نموذج للتحرر النسائي في حقبتي الخمسينيات والستينيات، عبر شخصية عنيدة، بالغة القوة، تتحدى التقاليد الاجتماعية الصارمة، سواء عبر أدوارها الجريئة كما في فيلم "وخلق الله المرأة"عام 1956، أو في نمط حياتها الشخصية.
وفيما تبارت نجمات هوليوود في تقديم نموذج للجمال المصقول المثالي المنضبط للغاية إلى حد التصنع، جسدت باردو نموذجا "ثوريا" للأنوثة العفوية الصارخة، على نحو يخطف الأنظار ويثير الإعجاب العميق.
على مستوى الأناقة والأزياء، امتدت إسهاماتها الثورية لتشمل الفساتين التي تكشف الكتفين، وهو ما عُرف لاحقاً بـ"فتحة رقبة باردو"، كما أسهمت بشكل كبير في تعميم ارتداء "البكيني" في أوروبا والعالم بعد ظهورها به في المهرجانات والأفلام.

وفيما يتعلق بالشعر والمكياج، تميزت بتسريحة "الشعر الأشقر المنفوش" bouffant ومكياج العيون "القطة" أو " cat -eye"، وهما إطلالتان لا تزالان تلهمان العديد من مصممي الأزياء والمكياج حتى اليوم.
وكان لافتا للغاية وعلى نحو زاد من تميّزها، قرارها المفاجىء والجريء باعتزال التمثيل وهي في أوج شهرتها عام 1973 لتكرس حياتها للدفاع عن قضية نبيلة وهي حقوق الحيوان، إذ أطلقت مؤسستها الخاصة لاحقا، وتحديدا عام 1986.

ومن أبرز أفلامها الأخرى "الاحتقار"، و"الحقيقة"، و"في حالة حدوث مكروه"، و"فيفا ماريا"، و"بابيت تذهب إلى الحرب"، و"حياة خاصة".
أصدرت بريجيت باردو العديد من المؤلفات التي تتناول زوايا مختلفة من سيرتها الذاتية وتجربتها في الحياة، آخرها كتاب "أبجديات بي بي" الذي صدر أكتوبر الماضي وحمل الكثير من المفاجآت على مستويات عدة.
وعلى عكس المتوقع من انحيازها للجاليات الأجنبية وقضايا المهاجرين من زاوية إنسانية، بدت باردو على توافق شديد مع السياسات العنصرية لليمين المتطرف وكالت إليه المديح، معتبرةً أنه "أمل فرنسا الوحيد في الخلاص من حالة الضعف والتردي التي بلغتها حاليًا"، على حد تعبيرها.
وقالت في كتابها إن "فرنسا باتت باهتة، وحزينة، وخاضعة، ومريضة، ومتلفة، ومخربة، وعادية، وسوقية"، مشيرة إلى أن "اليمين هو العلاج الوحيد الطارئ لاحتضار البلاد وإعادتها إلى المجد القديم"، وفق قولها.