الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
فوجئ الوسط الثقافي في سوريا، بمقتل المصمم الفني السوري، توفيق شيا، 64 عاماً، في أحداث العنف والاشتباكات الدامية التي شهدتها محافظة السويداء خلال الأيام الماضية.
فقد أعلنت الكاتبة والناقدة السينمائية السورية، نهى سويد، عن مقتل ابن محافظتها، والذي يعد من المصممين السوريين المعروفين، وقد مثل بلاده في الكثير من المعارض الخارجية.
وقالت سويد، في نعي مؤثر: "قتلوا النحات الفنان توفيق شيا، توفيق شيّا معلم من معالمنا الثقافية، شخصية لشدّة خصوصيتها قد تتهمها بالجنون".
وأضافت سويد عبر "فيسبوك": "شاركت منحوتاته في معارض عالمية. ويعدّ صانع أكبر طائرة ورقيه أطلقها في السماء وهي تحمل جداريات محمود درويش. ولوحات ناجي العلي".
وأثار الإعلان عن مقتل شيا مشاعر حزن واسعة انعكست في سيل من عبارات النعي والإشادة بسيرة الفنان الراحل وأعماله ومبادراته، لاسيما علاقته الوثيقة بطائرات الورق.
فقط ارتبط اسم شيا بتلك الطائرات بعدما واظب على إطلاقها في الهواء الطلق خلال مناسبات ثقافية وفنية مختلفة، مع تمييزها بعبارات وصور لتلك المناسبات، حتى بات لديه المئات من الطائرات التي توثق تلك الأحداث.
ومن بين طائرات شيا الشهيرة، واحدة أطلقها في دمشق عام 2008 بمناسبة إحياء السيدة فيروز حفلة فنية بعد غياب طويل عن العاصمة السورية، حيث حلقت طائرته بصور أيقونة الغناء وبعض كلمات أغانيها.
وولد الفنان توفيق شيا عام 1961، ودرس في كلية الفنون الجميلة بمدينة دمشق، قبل أن يبدأ مسيرته الفنية ويشارك في مهرجانات محلية ودولية عديدة، منها في باريس وبيروت.
وخلال مسيرته الفنية، صمم أشكالاً مختلفة بينها نموذج لمنجنيق القائد الأيوبي صلاح الدين، وقد أخذ تصميمه عن دراسة موجودة في قلعة دمشق أثناء وجود بعثة فرنسية في القلعة لترميمها.
كما ضمت تصميماته أشكالا ومجسمات مختلفة، بينها نرجيلة صنعها من بقايا شاشة تلفاز وبقايا قنبلة يدوية قبيل أن يبيعها لمتحف فني فرنسي.
وشهدت محافظة السويداء في جنوب دمشق، أعمال عنف واسعة خلال الأيام الماضية، بين فصائل مسلحة تنتمي لعدة جهات حكومية ومستقلة؛ ما خلف خسائر بشرية ومادية كبيرة من خلال مقتل مدنيين، وتهجير ونزوح عدد كبير من منازلهم.
ولم تتضح ملابسات وظروف مقتل شيا، حيث لا يزال الوضع الأمني في محافظة السويداء غير مستقر، ولا تتوفر إحصائيات مستقلة على عدد الضحايا، لكنّ كثيرا من العوائل في المحافظة نعت أبناءها، فيما وثقت بعض مقاطع الفيديو والصور مشاهد قتل مروعة للمدنيين.