بعد مرور شهر على كارثة الطيران الهندية، يترقب الرأي العام صدور التقرير الأولي من مكتب التحقيق في حوادث الطيران (AAIB) بشأن تحطم طائرة "بوينغ 787 دريملاينر" التابعة لطيران الهند، الذي أودى بحياة 241 شخصًا، بينهم أكثر من 30 شخصًا على الأرض، بينما نجا راكب واحد فقط من الحادث.
والطائرة المنكوبة، التي كانت في الرحلة رقم AI171، سقطت بعد 30 ثانية فقط من إقلاعها من مطار أحمد آباد في 12 يونيو، واصطدمت بسكن طلابي قريب وهي محملة بالكامل بالوقود، ما أدى إلى انفجار ضخم.
وأفاد مكتب التحقيق بأن الصندوقين الأسودين، تم استرجاعهما من موقع التحطم، ويخضعان حاليًا لتحليل دقيق بمشاركة شركة "بوينغ" وخبراء دوليين.
وتظهر لقطات مصورة أن الرحلة بدأت بشكل طبيعي، لكن عجلات الهبوط لم تُسحب، وفقدت الطائرة قوة الدفع بعد ثوانٍ، ما دفع قائدها لإرسال نداء استغاثة قبيل التحطم.
ويركز التحقيق على مفاتيح التحكم بتدفق الوقود داخل قمرة القيادة، والتي تتحكم بمحركات الطائرة من طراز "جنرال إلكتريك".
وتشير معلومات أولية إلى احتمال إيقاف هذه المفاتيح عن طريق الخطأ أو بشكل متعمد، ما أدى إلى توقف المحركات خلال ثوانٍ.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة أن التحقيق لم يرصد حتى الآن أي خلل ميكانيكي أو عيب تصميمي في الطائرة أو المحركات، كما لم تُسجل تحذيرات مسبقة من الشركات المصنعة أو الهيئات الرقابية.
كما تشمل التحقيقات مراجعة خلفيات الطاقم، إذ كان قائد الطائرة يتمتع بخبرة تتجاوز 8200 ساعة طيران، في حين لم تتجاوز خبرة مساعده 1100 ساعة، ويُدرس احتمال وقوع خطأ بشري، لا سيما في ظل سوابق تضمنت إيقاف المحركات عن غير قصد.
ويبحث المحققون أيضًا في فرضية توقف مزدوج للمحركات، وما إذا حاول الطاقم تفعيل التوربين الهوائي الاحتياطي دون جدوى بسبب انخفاض الارتفاع.
ومن المتوقع ألا يتضمن التقرير الأولي تحميلًا للمسؤوليات، لكنه سيشكل خطوة أولى في تحقيق شامل يهدف إلى تقييم العوامل البشرية والتقنية وإجراءات الطوارئ، لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.
