logo
منوعات

جائزة أفضل فيلم وثائقي.. كيف صنع "بابا والقذافي" الفارق؟‎

بابا والقذافيالمصدر: مواقع التواصل الاجتماعي

لم تكن مفاجأة أن يحصد "بابا والقذافي" للمخرجة الليبية جيهان الكيخيا جائزة "أفضل فيلم وثائقي" ضمن فعاليات مهرجان الدوحة السينمائي  في دورته الأولى، وسط احتفاء لافت بالعمل الذي أجمع الكل على خصوصيته وتفرده. 

ويمزج الفيلم برهافة وذكاء بين "الوجع الشخصي" لمخرجته التي جعلت من الشريط السينمائي أداة للتعبير عن حنينها ورغبتها في استكشاف حياة والداها الدبلوماسي والناشط الليبي منصور الكيخيا الذي اختفى في ظروف غامضة وهى طفلة، وبين "الهم العام" المتمثل في بشاعة  الجريمة السياسية وصور الانتقام من المعارضين في حقب زمنية سابقة. 

ولم يهمل العمل الجماليات الخاصة على مستوى الإبداع الفني، فتميز بالموسيقى التصويرية المعبرة والتوظيف البارع للأرشيف والوثائق التاريخية، مع دمج كل ذلك بشهادات وحوارات حية لمن عاصروا الكيخيا الذي سبق أن تولى منصب وزير الخارجية الليبية في عهد الرئيس الأسبق معمر القذافي.

أخبار ذات علاقة

أم كلثوم ومنى زكي

كواليس اختيار منى زكي شخصية أم كلثوم في فيلم "الست"

ويسلط "بابا والقذافي" الضوء على تداعيات القمع السياسي وغياب العدالة من منظور عائلي وإنساني حميمي، بدلًا من التحليل السياسي البحت، حيث تقدم المخرجة القصة الدرامية من منظورها الخاص.

كما تحاول إعادة بناء صورة الأب الذي لا تتذكره، حيث فقدته وهي بعمر 6 سنوات، وفهم تأثير غيابه في العائلة وطبيعة هويتها بين ليبيا والغرب؛ ما يمنح الفكرة عمقًا عاطفيًّا كبيرًا.

وتسعى جيهان إلى استعادة مسيرة والدها الذي تحوّل من مسؤول رفيع المستوى إلى معارض لنظام القذافي، وناشط في مجال حقوق الإنسان؛ ما أدى إلى اختفائه ووفاته بطريقة دراماتيكية أثارت جدلًا واسعًا.

واعتمد الفيلم على شهادات لأكثر من 60 شخصًا، إلى جانب وثائق من الأرشيف السياسي مع لقطات منزلية مؤثرة، في عملية وصفتها المخرجة بأنها "محاولة لصنع جسر بين الأجيال من خلال توظيف الفن كوسيلة لفهم الماضي والتحرر من أشباحه".

اللافت أن صنع العمل استغرق 9 سنوات، وهو التجربة الأولى لجيهان الكيخيا، التي استطاعت طرح الأسئلة المتعلقة بالحريات واستجواب الماضي، إذ لا يمكن لأحد أن ينجو من محكمة التاريخ وعدالة الزمن. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC