logo
العالم العربي

ليبيا.. مخاوف من إفلات رموز نظام القذافي من العقاب بحجة "المصالحة"

علما ليبيا والأمم المتحدةالمصدر: موقع الأمم المتحدة

أثار انفتاح البعثة الأممية في  ليبيا على شخصيات محسوبة على النظام السابق، وإطلاق سراح نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، مخاوف من إمكانية إفلات متهمين بانتهاكات بحق الشعب الليبي من المحاسبة، بحجة المصالحة الوطنية.

وكشفت مصادر سياسية ليبية لـ"إرم نيوز" عن "محاولات مشبوهة لاختراق المبادرات الوطنية من قبل بعض الأطراف المرتبطة بالنظام السابق واللجان الثورية، مستخدمة شعارات المصالحة والوحدة والسلام والديمقراطية والانتخابات والشرعية الدستورية"، في ما اعتبره مراقبون محاولة لإعادة إنتاج الماضي في ثوب جديد.

توترات متصاعدة

وتدخلت السلطات الليبية في قضية إطلاق سراح هانيبال القذافي من لبنان بعد قضائه عشر سنوات في السجن، ما أثار جدلاً واسعاً داخل البلاد. 

وفي أعقاب هذا القرار، تصاعدت الدعوات لاستكمال العملية عبر الإفراج عن كبار مسؤولِي النظام السابق، بينهم رئيس جهاز الاستخبارات عبد الله السنوسي، وقائد الحرس الشعبي منصور ضو، وأحمد إبراهيم، الذي شغل مناصب رفيعة، أبرزها وزير التعليم في عهد القذافي، في محاولة لإضفاء طابع المصالحة الوطنية الحقيقية على المرحلة المقبلة.

وعززت الدعوات للمصالحة الوطنية في  ليبيا بعد أن عقدت الموفدة الأممية هانا تيتيه ونائبتها ستيفاني خوري لقاء مع وفد يضم شخصيات قيادية من النظام السابق، في إطار "التواصل مع شرائح أوسع من المجتمع الليبي بشأن خريطة الطريق السياسية"، وفق بيان للأمم المتحدة.

تفعيل دستور الاستقلال

وأشار البيان إلى أنّ الاجتماع شدد على "أهمية المشاركة الشاملة ووضع آليات فعّالة للمتابعة لتعزيز فرص النجاح وتنفيذ المخرجات". كما تعهّدت تيتيه بـ"التواصل مع جميع الليبيين في مختلف أنحاء البلاد ضمن عملية تطبيق خريطة الطريق السياسية".

واحتج رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لتفعيل دستور الاستقلال وعودة الملكية الدستورية في ليبيا، أشرف بودوارة، على محاولات إعادة نفوذ النظام السابق من خلال مبادرات وطنية مشبوهة، قائلاً: "لا تبنوا جسور الحوار لتعبر منها أفاعي الماضي".

وأكد بودوارة في تصريح لـ"إرم نيوز" أن المبادرات الوطنية وجدت لتوحيد  الليبيين لا لاختراقهم، مشدداً على ضرورة أن تبقى نقية من أي هيمنة أو توظيف سياسي. 

وأضاف: "نحن مع كل من يعمل بصدق من أجل ليبيا موحدة، ديمقراطية، آمنة ومستقرة".

وتوعد بودوارة بالوقوف "سدًا منيعًا أمام كل محاولة لإعادة الهيمنة أو التأثير لمن كان سبباً في قهر هذا الشعب، ولمن لطّخ يديه بدماء الليبيين، من شهداء 17 فبراير إلى شهداء مجزرة أبو سليم وكل شهداء الوطن، أو من نهب ثروات البلاد ثم عاد اليوم يرفع شعارات الوطن والوحدة والسلام".

أخبار ذات علاقة

 هانيبال القذافي

الإفراج عن هانيبال القذافي يحرّك ملف السجناء الليبيين في الخارج

وحثّ جميع القوى الوطنية والشخصيات العامة على التحلي بالوعي والمسؤولية، والتحقق من خلفيات ونوايا المشاركين في أي مبادرة تطرح باسم الوطن والشرعية، حمايةً للمسار الوطني من العبث والتلاعب، مؤكدًا أن "اختراق الصف الوطني أخطر من أي حرب".

واختتم بودوارة بالقول: "الوعي الشعبي والذاكرة الوطنية كفيلان بكشف كل محاولة تسلل إلى مشروع الدولة الحديثة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC