تجاوزت الأزمة التي اندلعت بين الإعلامية المصرية بوسي شلبي وأبناء زوجها الراحل الفنان محمود عبد العزيز حدود الوسط الفني، لتتصدر اهتمامات الرأي العام المصري؛ بسبب طبيعة الاتهامات التي وجهها الأبناء للإعلامية، بإخفاء طلاقها من النجم الراحل وأنها عاشت سنوات عديدة معه وهما مطلقان.
ولا تزال ردود الأفعال تتوالى على المستويات الفنية والمجتمعية بل والفقهية للتعليق على ما حدث، وسط اتجاه عام يغلب عليه التعاطف مع الإعلامية المعروفة واستنكار التهم الموجهة إليها، باعتبار أن الزواج كان مشهرًا طوال الوقت وعلى مرأى الجميع.
واللافت أن معظم التعليقات لم تكتف بإظهار التعاطف مع بوسي، بل ذهبت إلى حد أبعد يتمثل في أن الاتهامات الموجهة إليها تحمل "إساءة" غير مباشرة لمحمود عبد العزيز، وهو ما يجب أن ينتبه إليه أبناؤه، بحسب هؤلاء.
إساءة للنجم الراحل
وعلقت الإعلامية لميس الحديدي قائلة: "أذهلتني المحنة التي تواجهها حاليًا بوسي شلبي، فكيف لسيدة عاشت زوجة لعشرين سنة على مرأى ومسمع كل الناس والإعلام، أن يتم التشكيك فجأة في صحة زواجها؟".
وأضافت عبر "فيسبوك": "أليس ذلك تشكيكًا في محمود عبد العزيز نفسه قبل أن يكون قذفًا لها؟ ولماذا الآن بعد سنوات من وفاة محمود عبدالعزيز؟".
وتابعت: "أشهد الله أنها كانت لا تغادر المستشفى في مرضه وبقيت حافظة لذكرى زوجها الذي أحبته طوال عمرها، ثم تأتي الأيام بالعجب العجاب، وتظل بوسي سيدة قوية مثابرة ولن يضيع الله حقها".
وتوجهت الفنانة فيفي عبده برسالة إلى أبناء محمود عبد العزيز قائلة:" الزواج إشهار وعلى مدار 20 سنة رأينا والدكم متزوجًا من بوسي شلبي على مرأى الجميع، فكيف تقولون الآن إنهما كان يعيشان وهما مطلقان؟ هذا كلام لا يصح ولا يليق وغير مفهوم في هذا التوقيت".
ومن ناحيتها، دافعت الفنانة إلهام شاهين بقوة عن بوسي شلبي قائلة : "كل ما يُقال عن طلاقها بعد شهر ونصف من الزواج، هو كلام غريب ويشوّه صورة محمود عبد العزيز، وهو فنان كبير لا يمكن أن يقدم على تصرف خاطئ. بالفعل حدث طلاق غيابي، ثم ردّها لاحقًا، لكن لم يُكتب ورق رسمي لهذا الطلاق؛ لأنه كان معروفًا عنه أنه لا يكتب عقود زواج جديدة بعد الطلاق الغيابي".
وأوضحت شاهين أن بوسي شلبي عاشت مع محمود عبد العزيز لمدة 20 عامًا، وكانت بطاقتها الشخصية مدونًا بها أنها زوجته وبعد وفاته كتب فيها أرملته، وصالحة حتى عام 2028.
وكشفت الممثلة المصرية أن أولاد الممثل الراحل "أصدروا إعلام وراثة دون إدراج اسمها، وشطبوها من القيد العائلي، مع أن بوسي لم تسعَ للحصول على أي ميراث، ولم يكن المال يعني لها شيئًا، لكنها فقط أرادت الحفاظ على صورتها وحقها الأدبي؛ لأنها كانت زوجته بالفعل، والجميع يعلم ذلك".
وأضافت: "كل ممتلكاته كانت باسم أولاده، باستثناء قطعة أرض باسم محمود عبد العزيز، وحتى هذه الأرض كان عليها صراع، مع أن بوسي لم تطالب بشيء، ولا يهمها الميراث؛ لأنها لم تُرزق بأولاد".
رصيد الشعبية لدى الطرفين
وتشير القراءة المتأنية لردود الأفعال إلى أن بوسي شلبي هي الرابح الأكبر من الأزمة الحالية حيث وجدت نفسها فجأة محاطة بمشاعر تعاطف واسعة النطاق، وحديث الرأي العام وهو ما سوف يساهم في المدى القريب والمتوسط في زيادة شعبيتها كإعلامية.
وتأتي حالة التعاطف معها لتغطي على الاتهامات السابقة الموجهة إليها باستغلال شهرة محمود عبد العزيز والاقتران به بحثًا عن الأضواء والنجومية كمذيعة صاعدة في نهاية التسعينيات.
في المقابل، يعد الفنان كريم محمود عبد العزيز أبرز المتضررين من الأزمة حيث يمثل هو وشقيقه الأكبر الفنان محمد ورثة الراحل الكبير.
وفي حين لا يحظى محمد بشهرة واسعة كممثل، انفجرت نجومية كريم مؤخرًا عبر تصديه للبطولة المطلقة في فيلم "موسى" كما شارك في بطولة عدد من الأعمال الشهيرة مؤخرًا مثل مسلسل "البيت بيتي" وفيلمي"من أجل زيكو" و"بيت الروبي".
ويؤكد مراقبون أن استمرار الأزمة بهذه الصورة ربما يخصم من رصيد شعبية كريم محمود عبد العزيز، في ظل الانتقادات الموجهة إليه من كثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية ما حدث.
واندلعت الأزمة حين أصدر ورثة محمود عبد العزيز بيانًا يعلنون فيه عن مقاضاة بوسي شلبي، دون الإشارة إلى اسمها، حيث أكدوا أن سيدة شهيرة ادعت زواجها من والدهم حتى أيامه الأخيرة، مشددين على أن مزاعمها محض افتراء ولا أساس لها من الصحة.
وبحسب بيان الورثة، فقد أصدرت محكمة الأسرة حكمًا نهائيًّا برفض جميع الدعاوى والبلاغات التي تقدمت بها الإعلامية لإثبات زواجها من عبد العزيز، وجاء حكم المحكمة مؤكدًا لصحة وثيقة الطلاق الرسمية المسجلة مُنذ العام 1998.
