علق الفنان السوري جهاد عبدو، المدير العام للمؤسسة العامة للسينما في سوريا على الأزمة المُثارة حاليًّا حول سينما الكندي، وذلك في أعقاب الرد الرسمي الأول للمؤسسة قبل أيام قليلة، الذي أعلن تحركات رسمية مكثفة لاحتواء أزمة سينما الكندي، بعد قرار مديرية أوقاف دمشق القاضي بفسخ عقد استثمار المبنى وتحويله إلى مركز ثقافي.
وقال عبدو، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إن المؤسسة العامة للسينما في سوريا في طور العمل على حل الأزمة القائمة في الوقت الراهن.
وأكد الفنان أن هناك جهودًا حثيثة مبذولة في هذا الملف في الوقت الراهن، لافتا أنه ليس هناك مجال للحديث عن أي مستجدات حالية إلى حين وضوح نتائج الجهود المبذولة في احتواء وحل الأزمة، للتمكن من الحديث عن التطورات والنتائج المرجوة.
في المقابل، يتوقع مصدر إعلامي سوري مُطّلع في تحليله للأزمة المُثارة حاليًّا عن سينما الكندي في العاصمة دمشق، أنه سوف يتم حلها بالتسوية بين وزارتي الأوقاف والثقافة السوريتين.
وبين المصدر ذاته في تصريحاته لـ"إرم نيوز"، أنه قد يتم العدول عن تطبيق القرار بسبب حالة الغضب الجماهيري الواسعة التي كشفت عن ارتباط الجمهور السوري ومحبي السينما بصالة الكندي، إضافة إلى عراقة المبنى التاريخية وأهمية ارتباطه الوثيق بصناعة السينما المحلية، على حد قوله.
ووصف المصدر ذاته القرار بالعشوائي وغير المدروس من مديرية الأوقاف في دمشق، معتبرًا أن قرار المديرية يمثل تعديًا واضحًا على المباني الأثرية، نظرًا لكون جذور بنائه تعود إلى عشرينيات القرن الماضي، مطالبًا بضرورة الوصول إلى تسوية سريعة ومدروسة للحفاظ على الإرث الثقافي والهوية السورية المحفورة في ذاكرة أجيال مختلفة.
وكان الفنان جهاد عبدو، المدير العام للمؤسسة العامة للسينما في سوريا، أعلن قبل أيام في أول رد رسمي عن لقائه بوزير الثقافة السوري محمد ياسين الصالح لبحث سبل حل أزمة سينما الكندي.
وأوضح عبدو أنه بحث مع الوزير تداعيات قرار مديرية أوقاف دمشق القاضي بفسخ عقد صالة سينما الكندي، وبيّن أن الوزير الصالح يبذل جهودًا حثيثة من أجل الحفاظ على الصالة، التي تُعد من أبرز رموز الذاكرة الثقافية والسينمائية في دمشق، حسب البيان الإعلامي المتداول.
كما أكد الفنان السوري، في البيان ذاته، أن المؤسسة تتابع الموضوع عن كثب، وتسعى لفهم خلفيات القرار الصادر عن مديرية الأوقاف، بغية اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة. كما أشار إلى أنه لم يتم ذكر وزارة الثقافة في نص القرار، ولم تُخطر المؤسسة به قبل صدوره، ما أثار تساؤلات حول آلية اتخاذه ومدى قانونيته.
وأوضح عبدو أن المؤسسة العامة للسينما تحاول التواصل رسميًّا مع وزارة الأوقاف للتحقق من حيثيات القرار، آملًا أن تتم معالجة الملف بروح من المسؤولية والتعاون، حفاظًا على إرث السينما السورية.
تجدر الإشارة إلى أنه مساء الخميس الماضي، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا، بقرار مديرية أوقاف دمشق، الذي يقضي بفسخ عقد صالة الكندي الواقعة في منطقة الصالحية – جادة، والمسجلة بالمحضر العقاري رقم 2285، وذلك بدعوى أن البدل السنوي للاستثمار لا يتجاوز 30 دولارًا، رغم أن مساحة العقار تفوق 700 متر مربع، مطالبة مستأجري العقار بإخلاء المبنى خلال أسبوع من تاريخ التبليغ، ما أشعل موجة غضب جماهيرية امتدت لاحتجاجات أمام المبنى التاريخي في دمشق.
