لن يرث الأميران ويليام وهاري منزل والدتهما الراحلة، الأميرة ديانا، بل سيبقى في عهدة أفراد عائلتها إلى جيلٍ جديد.
وتقف أعوام من التاريخ العائلي وراء هذا القرار، فـمتنزه ألسوث الفسيح في نورثهامبتونشير، حيث قضت ديانا طفولتها، ليس من ممتلكات تاج بريطانيا، بل جزءٌ من إرث عائلة سبنسر الذي انطلق عام 1508.
انضمَّ والد الأميرة ديانا، إيرل سبنسر السابع، إلى ألسوث عام 1975، ليجعل القصر الضخم الذي يضم 13,000 فدان مقرًّا لعائلته.
وبعد رحيل الأخ الأصغر، إيرل سبنسر التاسع تشارلز سبنسر، ستنتقل الملكية إلى نجله الوحيد الذكر لويس، فيسكاونت ألسوث، متجاوزة بذلك ثلاث شقيقات أكبر سنًا، وهن ليدي كيتي، ليدي إليزا، ليدي أميليا.
ويعود الفضل في هذا الترتيب غير المعتاد في العصر الحديث إلى تقليد التوارث بالوراثة الذكورية (primogeniture) الذي تحافظ عليه عائلة سبنسر منذ عقود.
كانت ديانا نفسها من الداعيات للمساواة بين الجنسين، لكن هذا التقليد أبقى ألسوث في يد الذكور وحدهم.
وفي تصريحات مطوّلة عام 2015، قال تشارلز سبنسر إنه "مستريح تمامًا" تجاه فكرة أن تتوارث الأخوات القصر، لكنه يحترم التقاليد التي تربط البيت بهذا المنوال.
حتى "ليلي"، أكبر شقيقات لويس، صرّحت لاحقًا بأنها "راضية" بأن يتولى أخوها المسؤولية، لافتةً إلى أهمية بقاء الميراث في العائلة نفسها واللقب نفسه.
لا يقتصر رابط أسرة سبنسر بالألسوث على بناءٍ جميل وحدائقٍ مترامية، بل يضم الجنازة المهيبة للأميرة ديانا. ففي منتصف البحيرة البيضاوية أمام القصر، يقع قبرها الصغير على جزيرةٍ منعزلة، حيث لا يتاح للجمهور زيارته.

وقال تشارلز ذات مرة إنّ المياه والوحل المحيطين به يشكلان "عازلًا" يحمي سكينة المكان من الفضوليين.
لا يحتاج الأميران وليم وهاري إلى إذنٍ رسمي لاستخدام القصر، بل يمكنهما الذهاب إليه متى شاءا للوقوف على ضريح والدتهما بهدوءٍ تام بعيدًا عن الصخب.
وفي مذكّراته "Spare" عام 2023، سرد هاري كيف اصطحب زوجته ميغان عبر قاربٍ صغير إلى الجزيرة للاحتفاء بالذكرى الخامسة والعشرين لوفاة الأميرة. ووصف المشهد بعباراتٍ جياشة، مشيرًا إلى أنّه بجانب "سيدة أحلامه" أمّن لقاءً أخيرًا مع والدته.
يبقى متنزه ألسوث عنوانًا لفصلٍ طويلٍ من التاريخ العائلي، لا علاقة مباشرة للعرش الملكي به. وعندما يغادر تشارلز سبنسر التاسع الحياة، سيتسلّمه لويس كأول وريثٍ ذكري له حق الإقامة الرسمي، بينما يتحادث الأخوات الثلاث حول مستقبل مساهمتهن في الحفاظ على سرّية المكان وقيمته الرمزية، بعيدًا عن أنظار الجمهور.