خلال موسم الأعياد، غالبا ما تركز العائلات على الألعاب والأجهزة البراقة، لكن بعض أكثر الهدايا تأثيرا للأطفال الصغار هي أبسط كثيرا: الكتب. وفقًا لخبراء الأطفال، تُعزز الكتب الاتصال والخيال والتعلم مدى الحياة بطرق لا تستطيع الألعاب تقديمها.
وبالنسبة للأطفال دون سن الخامسة، الكتاب أكثر من مجرد شيء يُقرأ؛ فهو أداة لبناء الدماغ وبوابة لتجارب مشتركة. وتؤكد برامج مثل “Reach Out and Read” أن القراءة المبكرة تدعم النمو المعرفي واللغوي والعاطفي. وحتى قبل أن يتمكن الطفل من الكلام أو الجلوس بشكل مستقل، تساعد التفاعلات حول الكتاب في تشكيل المسارات العصبية الأساسية. تسمية الصور، وصف المشاهد، والانخراط في حوار ثنائي يقوي مهارات اللغة والذاكرة وحل المشكلات وفهم العلاقة بين السبب والنتيجة.
كما أن الكتب تعزز النمو العاطفي من خلال تعزيز القرب بين مقدمي الرعاية والأطفال. في خضم فوضى الأعياد، توفر القراءة لحظة هادئة للتواصل، مقدمة شعورا بالأمان والدفء، وفرصة للأطفال لاستكشاف المشاعر والروتين اليومي. تخلق هذه اللحظات المشتركة ذكريات دائمة، خاصة عند مشاركة أفراد العائلة الممتدة مثل الأجداد.
كيف تختار الكتب المناسبة؟
اختيار الكتب المناسبة للعمر يعزز هذه التجربة؛ إذ يستفيد حديثو الولادة من الصور عالية التباين، ويستمتع الرضع بكتب بسيطة من الورق المقوى، ويحب الأطفال الصغار التكرار والقافية، ويزدهر الأطفال في سن ما قبل المدرسة مع القصص الغنية والفكاهة والكتب التي تعكس حياتهم اليومية. الكتب التي تحتفل بالتقاليد العائلية تساعد الأطفال على الفهم والارتباط بالعادات الثقافية. لا حاجة لمكتبة كبيرة؛ فمجموعة صغيرة من الكتب المفضلة أو زيارات مكتبة منتظمة تكفي.
ومن المهم أن نعرف أن القراءة المشتركة لا تتطلب الكمال أو وقتا طويلا. حتى اللحظات القصيرة مثل قراءة صفحة قبل النوم أو الحديث عن الصور أثناء الانتظار تسهم في النمو. التركيز يكون على التفاعل والاتصال أكثر من المدة أو المكان.
في النهاية، تُعد الكتب هدايا مستمرة العطاء. فهي لا توفر الترفيه فحسب، بل تبني عقول الأطفال، وتعزز رفاههم العاطفي، وتقوي الروابط الأسرية. ومع مرور الوقت، غالبا ما تصبح لحظات القراءة تقليدا عزيزا، تاركة أثرا دائما على نمو الطفل وذكرياته.