لايزال مسجد هاشم في مدينة غزة صامدًا منذ مئات السنين بحجارته القديمة رغم أهوال الحرب الإسرائيلية الحالية التي يتعرض لها القطاع الفلسطيني منذ نحو عام ونصف.
في أثناء الحرب تساقطت القذائف والصواريخ في محيط المسجد الواقع في حي الدرج بشمالي القطاع، الذي شهد الجزء الأكبر والأعنف من الدمار المستمر، لكنه لا يزال يستقبل المصلين بين جدرانه، وتحت قبته ومئذنته الشامخة.
السيد هاشم جد النبي
اقتبس المسجد اسمه من جد النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، إذ يُعتقد أنه بُني فوق المكان الذي دُفن فيه بعد وفاته في غزة التي اعتاد التوقف بها كل عام في رحلاته التجارية بين مكة المكرمة والشام.
لم يترك الجد اسمه فقط ليرتبط بالمدينة التي يُطلق عليها "غزة هاشم"، بل ارتبط الاسم أيضاً بمسجد قائم يعد واحداً من أقدم جوامع غزة وأكثرها شهرةً ومكانة.
حقبة المماليك
ويُرجّح أن المماليك هم أول من بنوا المسجد فوق القبر الذي ساد اعتقاد بين سكان المدينة أنه لتاجر قريش وأحد كبار ساداتها، هاشم بن عبد مناف. لكن البناء الحالي للمسجد، يعود للحقبة العثمانية عام 1830، إذ شهد تجديداً كلياً، ليبدو بتصميمه المعروف.
وتبلغ مساحة مسجد هاشم نحو 2400 متر مربع، ويتألف من قاعة الصلاة الرئيسة، و3 أروقة تكمّل شكله المربع، بينما تتوسطه ساحة أو صحن مفتوح على السماء.
ويستند سقف قاعة الصلاة الرئيسة وقبتها إلى أعمدة وقناطر حجرية، بينما تزيّن بعض الزخارف محرابه، وينتصب منبره الرخامي في الوسط.
وتطل على أروقة المسجد مجموعة غرف كانت تستخدم لتعليم الطلاب العلوم الشرعية في الماضي، ما جعل المسجد أشبه بمدرسة.
وفي أوقات السلم، تفرش ساحته لاستيعاب العدد الكبير من المصلين الذين يفوق عددهم طاقته الاستيعابية، لا سيما خلال إقامة صلوات الجمعة، وشهر رمضان المبارك.
وقبل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، كان مسجد هاشم محطة لكثير من طلاب العلوم الشرعية خلال تنقلهم بين الشام والأزهر الشريف في مصر، حيث يقصدونه لمكانته وشهرته عندما تحط بهم الرحلة في غزة.