حملة تضامن كبيرة بعد الاعتداء على الصحفية السورية زينة شهلا (فيديو)

تسبب مقطع فيديو، يظهر أحد السوريين وهو يعتدي على الصحفية "زينة شهلا"، خلال مشاركتها في اعتصام أمام البرلمان بدمشق، بموجة غضب عند المتابعين الذين طالبوا بمكافحة هذه السلوكات ومحاكمة الفاعل. 

وكانت شهلا، تشارك في اعتصامٍ سلمي، مع العشرات من الشباب والشابات، أمام البرلمان السوري، تحت شعار "دم السوري على السوري حرام"، عندما تفاجأ المعتصمون، بمجموعة تهاجمهم بالعصي والسيوف، موجهين لهم كلمات نابية وشتائم، أثارت غضب المتابعين.

ورغم أن زينة شهلا، معروفة كمعارضة للنظام السابق، وقد تعرضت للاعتقال مرتين على يد أجهزة الأمن، كما أنها تشغل حاليًا موقع "مستشارة" في لجنة المفقودين التابعة لرئاسة الجمهورية، إلا أن ذلك لم يمنع المعتدي، من ضربها بالعصا والطعن بشرفها، موثقًا فعلته، بفيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتسبب فيديو الاعتداء على شهلا، بحملة تضامن كبيرة على السوشيال ميديا، حاولت أن تقدم لها الدعم والمساندة، فيما كتبت شهلا منشورًا قالت فيه:

"تعرضت مع بعض الأصدقاء والصديقات، لاعتداء لفظي وجسدي، أمام مجلس الشعب بدمشق، أثناء وقفة صامتة للمناداة بوقف شلال الدم في سوريا وفتح قنوات للحوار والتواصل، لكن في نهاية الوقفة، هجمت علينا مجموعة من الأشخاص المسلحين بالعصي الخشبية".

وأكدت شهلا في منشورها، تعرضها للشتائم والضرب بالعصا على يدها، وقالت: "حاولنا الابتعاد عنهم وعدم الدخول بأي مناوشات، فلحقوا بنا، وأحدهم تعرض لي بالمسبات وضربني بالعصا على يدي، ثم صفعني على وجهي... وكان المهاجمون يتهموننا بأننا عملاء وخونة".

ويبدو أن هذه الحادثة، لن تمر مرور الكرام، كما تؤكد شهلا، مشيرة إلى ضرورة وضع حل، لما سمّته "العنف المنفلت" بالطرقات، وأضافت: "نحن بحاجة لقوانين واضحة رادعة لهذا الخطاب، بحاجة نرجع نحس بالأمان ببلدنا، والأهم بحاجة لحوار شامل يخرجنا من النفق المظلم اللي عم نمشي فيه واللي عم ندفع ثمنه دم أهلنا وولادنا وشباب بلدنا، وبحاجة أهم شي للعدالة، العدالة لكل السوريين لأن هي طريقنا الوحيد لبناء السلم المستدام بسوريا".

ويطلق السوريون على الأشخاص الذين يقومون بالاعتداء على التظاهرات والاعتصامات، لقب "الشبيحة"، وقد اشتهروا بدورهم الفعال خلال حكم نظام الأسد، لكن عودتهم بعد انتصار الثورة، يقلق المهتمين بالشأن المدني والسياسي.

ونال منشور شهلا على "فيسبوك"، أكثر من 13 ألف إعجاب، وعلق عليه أكثر من 4 آلاف شخص، كما شاركه أكثر من 500 متابع، وقالت إحدى المتابعات: "سلامة قلبك يا زينة الجدعة والخلوقة والحقيقية، وإن شاء الله بتنكسر الإيد اللي انمدت عليكِ وتطاولت عالبلد".

وكتب الصحفي موسى العمر، المقرب من الإدارة السورية الجديدة، منشورًا تضامن فيه مع شهلا، وقال: "كل التضامن معك زينة شهلا الصحفية والمعتقلة السابقة لما تعرضت له من إساءة.. لا يليق بك إلا التقدير والإكرام".

وعبر المتابعون للفيديو عن غضبهم، إثر ظهور المعتدي وهو يقول: "أعطوني عصا.. أنا ما بمدّ إيدي ع نسوان"، قبل أن يقوم بضرب شهلا بالفعل، وطالب المتابعون بالقبض على المعتدي وتحويله للقضاء، وهو شخص معروف تظهر صورته واضحة في الصورة.