زيلينسكي: مباحثات "غير سهلة" ولكن "مثمرة" مع الأمريكيين في برلين
يُعد سلوك تحريك الأفعى لسانها من أكثر التصرفات الغامضة والمثيرة للفضول في عالم الزواحف. ورغم أن هذا الفعل يبدو غريبًا، فإنه يمثل أداة حيوية تساعد الثعبان على استكشاف بيئته والبقاء على قيد الحياة.
تعتمد الثعابين بشكل أساسي على حاسة الشم بدلًا من البصر أو السمع، إذ إن رؤيتها محدودة ولا تمتلك آذانًا خارجية.
وللتعويض، تستخدم ألسنتها المتشعبة كوسيلة حسية لجمع الجزيئات الكيميائية من الهواء أو الأرض، ثم تنقلها إلى عضو متخصص يُعرف باسم عضو جاكوبسون، الذي يحلل الروائح ويرسل المعلومات إلى الدماغ.
يساعد هذا النظام الفريد الثعابين على تحديد مواقع الفريسة أو المفترسات وحتى الشركاء المحتملين بدقة عالية، حتى في الظلام. كما تتيح حركة اللسان السريعة جمع عينات من مساحة أكبر؛ ما يمنحها قدرة مذهلة على تتبع الروائح.
أما الشكل المتشعب للسان فيمنح الثعبان ميزة إضافية، إذ يمكنه من مقارنة الإشارات الكيميائية من جهتين مختلفتين لتحديد الاتجاه الذي تأتي منه الرائحة. وتُظهر دراسات علمية أن الذكور غالبًا ما تمتلك ألسنة أطول وأكثر تشعبًا لمساعدتها في تعقب الإناث خلال موسم التزاوج.
وفي الحياة اليومية، يُلاحظ أن الثعابين تحرك ألسنتها باستمرار أثناء الصيد أو الاستكشاف، وحتى للتعرف على الروائح الجديدة في بيئتها أو أصحابها من البشر.
ويمثل هذا السلوك الغريزي وسيلة اتصال حيوية مع العالم الخارجي، تُظهر مدى تطور الحواس لدى هذه الكائنات المدهشة، وتكشف كيف تستخدم الثعابين ألسنتها لاستكشاف بيئتها والبقاء في قمة شبكتها الغذائية.