logo
منوعات

في ذكرى ميلاده.. كيف أصبح علي الكسار "الأب الروحي" للكوميديا المصرية؟

في ذكرى ميلاده.. كيف أصبح علي الكسار "الأب الروحي" للكوميديا المصرية؟
الفنان الراحل علي الكسارالمصدر: وسائل إعلام مصرية
14 يوليو 2025، 7:29 ص

تحل هذه الأيام ذكرى ميلاد الفنان الكبير علي الكسار، أحد رواد الكوميديا المصرية، والذي وُلد في 13 يوليو 1887، وتمكن خلال سنوات قليلة من أن يرسّخ مكانته كأحد "الآباء الروحيين" المؤسسين لفن الكوميديا في السينما المصرية، بفضل أداء فني فريد امتزجت فيه البساطة بالعذوبة، واستمدّ من الواقع الاجتماعي المصري مادة خصبة لشخصياته التي دخلت القلوب قبل العقول.

ورغم مولده في القاهرة لأبوين ينحدران من إقليم النوبة، أقصى جنوب مصر، فإن ملامحه لم تكن سمراء كما هو شائع في أبناء هذا الإقليم؛ ما دفعه لاستخدام المساحيق في بعض أدواره ليضفي على شخصية "النوبي" طابعا أكثر مصداقية، وهي الشخصية التي أبدع في تجسيدها حتى باتت تجسّد، من خلاله، جميع مكونات الشخصية المصرية بتركيبتها البسيطة والعفوية.

وأسس علي الكسار عدة فرق مسرحية بارزة، من بينها "دار التمثيل" و"السلام"، وقدم من خلالها مدرسة فنية خاصة تعتمد على الكوميديا الاجتماعية المنبثقة من مفارقة قائمة على المواجهة بين شخصية بريئة تتسم بالسذاجة وحسن النية، وبين مجموعة من الأشرار الذين تحركهم دوافع المكر وسوء الطبع والرغبة في الإيذاء.

وفي وقت كان فيه الفنان نجيب الريحاني يتألق في شخصية "كشكش بيه" – العمدة الريفي الثري الذي يواجه المتاعب في المدينة بسبب سعيه خلف المغامرات – برز الكسار في شخصية "عثمان عبد الباسط"، التي أسرت قلوب الجمهور ببراءتها الطاغية، وسلطت الضوء على معاناة الإنسان البسيط مع الاستغلال والخذلان، حتى من أقرب الناس إليه، كزوجته وحماته.

وترك علي الكسار إرثا فنيا كبيرا في بدايات السينما المصرية، حيث شارك في أكثر من أربعين فيلما أصبحت من علامات الكوميديا الخالدة، مثل: "سلفني 3 جنيه"، و"الساعة 7"، و"على قد لحافك"، و"أنا وأمي"، و"ورد شاه"، و"نرجس"، و"بواب العمارة".

أخبار ذات علاقة

مصطفى غريب

"برستيج".. مغامرة درامية تجمع بين القتل والكوميديا (فيديو)

 وقد تميزت هذه الأعمال بقدرتها على إضحاك الكبار والصغار؛ ما جعلها تتجاوز حدود الزمن وتظل راسخة في وجدان المشاهدين.

ورغم المجد الذي حققه، فإن سنواته الأخيرة لم تكن بمثل تألق بداياته، حيث عاش حالة من البؤس نتيجة تدهور حالته الصحية وسوء أوضاعه المادية؛ إذ لم يحتفظ بأي مدخرات من فترة مجده. وبدلًا من البطولات، صار يظهر في مشهد أو اثنين في بعض الأفلام فقط، بحثًا عن الحد الأدنى من متطلبات الحياة. وقد رحل عن عالمنا في 15 يناير 1957، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا لا يزال ينبض بالحياة والضحك حتى اليوم.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC