يعرض صالون سينمائي جديد في سوريا أفلامًا سينمائية كانت غالبيتها ممنوعة من العرض العلني في البلاد إبان حقبة النظام السابق.
وانطلق "صالون دمشق السينمائي"، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، في نهاية العام الماضي، عبر عرض أفلام سينمائية ذات طابع سياسي في الغالب.
وينظم الصالون حاليًا فعالية سينمائية خاصة تحت عنوان "السينما والسياسة" مخصصة لأعمال المخرج الفرنسي-اليوناني كوستا غافراس.
وتتضمن الفعالية، التي انطلقت أمس الخميس وتستمر حتى يوم غد السبت، عرض فيلم غافراس الشهير "زد" أو "Z" الذي أُنتج عام 1969 ونال جائزة الأوسكار.
كما تتضمن الفعالية أيضاً عرض فيلمي "اعتراف" و"مفقود" وهما أبرز أفلام غافراس، وفق الإعلان الرسمي للتظاهرة التي تتيح الحضور المجاني إليها.
وتهدف الفعالية إلى تسليط الضوء على العلاقة بين السينما والسياسة من خلال أعمال سينمائية، إذ يُعد غافراس من أبرز المخرجين الذين استخدموا السينما كأداة لنقد السلطات وكشف القضايا الاجتماعية.
وقال جورج أشقر، أحد مؤسسي صالون دمشق السينمائي، في تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): إن الصالون انطلق بعد سقوط النظام السابق، وكان منذ بدايته يحمل توجهاً سياسياً من خلال عرض أفلام سبق أن مُنعت رقابياً خلال حكم الأسد.
وأضاف أشقر: "هدفنا هو أن نحكي سينما، ونتناول السياسة والمجتمع والقضايا التي تمس واقعنا، دون أن ينخفض سقف الحرية مرة أخرى".
وأوضح أن فيلم "زد" مستوحى من حادثة اغتيال سياسية، ويعتمد مقاربة سينمائية واقعية تكشف التلاعب بالحقيقة والتعتيم الإعلامي، إذ يؤكد غافراس بأن أي تشابه بين شخصيات الفيلم والواقع ليس مجرد مصادفة، بل هو مقصود.
وستختتم الفعالية يوم غدٍ السبت بمشاركة المخرج كوستا غافراس للجمهور الحاضر عرض فيلمه الثالث "مفقود" عن بعد، في حوار "أونلاين" حول أفلامه التي عُرضت في الفعالية.
ونظم الصالون في الفترة الماضية فعاليات وتظاهرات سينمائية أخرى، بينها تظاهرة عن العدالة الانتقالية والمغيبين قسراً، التي عرضت قصصًا متنوعة من شعوب ودول خاضوا تبعات هذه القضية وتأثيرها الاجتماعي الآني والبعيد المدى.
كما عرض الصالون أفلامًا سوريا حديثة وقديمة تشترك غالبيتها في كونها كانت ممنوعة من العرض، وبينها فيلم "نجوم النّهار" الذي أنتج عام 1988، من إخراج السّينمائي السّوري أسامة محمّد، الذي منع من العرض الجماهيري في سوريا في حقبة الرئيس حافظ الأسد، رغم تحقيقه جوائز لافتة في عروض المهرجانات الدولية.