logo
منوعات

"تصغير المدن".. اتجاه شبابي جديد يعيد رسم خريطة السفر

"تصغير المدن".. اتجاه شبابي جديد يعيد رسم خريطة السفر
تصغير المدن (تعبيرية)المصدر: غيتي إيمجز
15 يوليو 2025، 7:30 م

يبرز توجه جديد في عالم السفر، في ظل تصاعد الضغوط العالمية وتواصل سيل الأخبار المتسارع، يلقى رواجًا متزايدًا لدى الشباب، وهو "تصغير المدن" (Townsizing).

ورغم حداثة المصطلح، فإن فكرته، وهي الاستغناء عن صخب الحواضر الكبرى لصالح هدوء المدن الصغيرة، تلقى صدى واسعًا في عام 2025، بحسب تقرير نشره موقع ”هافنغتون بوست“.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

كيف غيّرت "ثلاجة وردية" تجربة السفر عبر أقدم صحارى العالم؟ (فيديو)

وظهر مصطلح "تصغير المدن" للمرة الأولى في تقرير السفر السنوي لشركة "برايسلاين" الصادر في خريف العام الماضي، ويشير إلى تحول متزايد نحو زيارة وجهات أقل شهرة وأبطأ وتيرة، بدلًا من المدن السياحية المزدحمة.

وتوضح لورا ليندسي، خبيرة اتجاهات السفر العالمية في "سكاي سكانر"، أن "تصغير المدن يتعلق باكتشاف بلدات صغيرة ساحرة بعيدًا عن صخب المدينة الكبرى".

ووفقًا للتقرير، يرى 67% من الشباب أن الإجازة فرصة لتحقيق حلم العيش في بلدة صغيرة، حيث يسعون إلى الانفصال عن روتين الحياة المتسارع، والتواصل مع الإيقاع المحلي للحياة.

وتقول مدونة السفر إيزابيل ليونغ: "الأمر لا يتعلق بقائمة طويلة من النشاطات، بل بالتمهل والاستمتاع بلحظات الحياة اليومية".

 

عالم سريع الإيقاع

بالنسبة إلى جيل الألفية و"الجيل زد"، لم تعد الرحلات تدور حول المغامرة بقدر ما أصبحت بحثًا عن الهدوء، والارتباط الإنساني.

وتقول كريستينا بينيت، خبيرة اتجاهات المستهلك في "برايسلاين": "نعيش في عالم سريع الإيقاع، لذلك يستخدم الكثيرون السفر كوسيلة للعودة إلى البساطة". 

وأشارت إلى أن العديد من المسلسلات، التي تقدم صورة رومانسية عن الحياة في البلدات الصغيرة، ساهمت في تعزيز هذا التوجه، لافتة إلى أن جيل "زد" أكثر ميلًا بنسبة 89% من المعدل العام لاختيار تجارب مستوحاة من "حلم البلدة الصغيرة".

ويعزز هذا التوجه السفر البطيء والغني بالتفاصيل اليومية، مثل ركوب الدراجة إلى سوق المزارعين، أو تبادل الأحاديث مع حرفيين محليين، أو تناول وجبات بسيطة في مطاعم عائلية. 

وتشمل الوجهات المحلية المقترحة بلدات مثل كريستد بيوت في كولورادو، وإيست أورورا في نيويورك، وهيل سيتي في داكوتا الجنوبية، وكيب ماي في نيوجيرسي، والتي تتميز بقابليتها للمشي، وانخفاض تكاليفها، وطابعها الخاص.

تقول ليندسي إن هناك تحولًا أعمق في كيفية تعامل الناس مع فكرة الاستكشاف، مشيرة إلى "رغبة متزايدة في الارتباط بالمكان والمجتمع“.

أصالة بلا ازدحام

لمن سئموا من الزحام السياحي، يقدم "تصغير المدن" بديلًا جذابًا. يقول ستيفن لي، الخبير في السفر الأوروبي، إن "الميزة الكبرى لهذا الاتجاه تكمن في الابتعاد عن الحشود، لا سيما في وجهات تعاني من فرط السياحة مثل برشلونة". 

ويقترح بدلًا من ذلك استكشاف القرى المجاورة ذات الطابع المحلي والتي تمنح المسافر لمحة عن الحياة اليومية، بعيدًا عن المسارات السياحية المعتادة.

برونو باجيتا، مدير مؤسسة "ماركت نيو هافن"، أشار إلى أن المدن الصغيرة ما زالت تقدم تجارب ثقافية غنية، تشمل: المتاحف المحلية، والمتاجر المستقلة، والمطاعم العائلية، لكن دون التوتر الملازم للمدن الكبرى.

وتوضح كاتلين سفيندسن من هيئة "ترافل ساوث داكوتا": "في بلدات مثل هيل سيتي أو سبييرفيش، يمكنك الحديث مع الفنان المحلي في مرسمه، أو التعرف إلى الطاهي الذي أعد وجبتك، أو الحصول على توصيات مباشرة من صاحب النُزُل". وتضيف: "تحصل أيضًا على فرصة للاستمتاع بجمال الطبيعة دون الزحام“.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC