في لحظةٍ مدهشة أعادت نبش ذكريات مأساة إنسانية، كشفت شركة "RMS تايتانيك" عن إحدى أندر المقتنيات التي تم استخراجها من حطام السفينة الشهيرة، وهي قلادة سوداء على شكل قلب، عُرضت أخيرًا في معرض "تايتانيك: التحف الأثرية" بمدينة أورلاندو الأمريكية.
القلادة التي تُعد أحد أكثر الاكتشافات ندرة، ظهرت للمرة الأولى إلى العلن في السابع عشر من يونيو الجاري، خلال بث مباشر لعرض قطعة ضخمة من هيكل السفينة تزن طنين وتُعرف باسم "القطعة الصغيرة".
ووفقًا لما صرّحت به توماسينا راي، مديرة قسم المجموعات في شركة RMS، فإن القلادة مصنوعة من خرز زجاجي أسود ومنسوجة بدقة لافتة، رغم أن هوية صاحبتها لا تزال مجهولة حتى اليوم.
القطعة الثمينة كُشف عنها للمرة الأولى عام 2000 أثناء رحلة استكشافية على عمق 3810 أمتار، ضمن حقل حطام يمتد لأكثر من 38.85 كيلومتر مربع.
ووُجدت القلادة ضمن "تكتل"، وهو تكوين صلب ناتج عن اندماج أجسام تحت ضغط هائل وظروف كيميائية قاسية في أعماق المحيط.
تقول راي: "لقد كانت عملية ترميم شاقة استغرقت سنوات. بدأنا بجمع خرزات مفكوكة وشظايا صغيرة، إلى أن اكتمل الشكل النهائي للقلادة، حبةً تلو الأخرى، كما لو كنا نعيد بناء قصة منسية".
وتحمل القلادة دلالات ثقافية قوية، إذ تعكس ملامح أزياء عام 1912، خاصة مجوهرات الحداد الفيكتورية المصنوعة من الزجاج الفرنسي الأسود، الذي كان يُعد رمزًا للأناقة والحداد في آن واحد.
ويُرجَّح أن هذه القلادة كانت تخص إحدى ضحايا الكارثة، أو ربما فُقدت أثناء الهلع الجماعي الذي اجتاح الركاب لحظة غرق السفينة، التي ارتطمت بجبل جليدي فجر الخامس عشر من أبريل عام 1912، وأسفر الحادث عن مصرع نحو 1517 شخصًا من بين 2224 كانوا على متنها.
واليوم، تُعرض القلادة في أورلاندو، ضمن مجموعة مكوّنة من أكثر من 300 قطعة أصلية، جمعها فريق شركة RMS على مدى 9 بعثات استكشافية خلال 4 عقود، في محاولة لصون الذاكرة الإنسانية التي اختزلتها مأساة تايتانيك، وتحويل الألم إلى إرث مادي يروي الحكاية من جديد.