يتوجه البابا ليو، أول بابا أمريكي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الخميس، إلى تركيا في أول رحلة خارجية له منذ توليه منصب بابا الفاتيكان، وسط توقعات بأن يوجه نداءات للسلام في الشرق الأوسط ويحث على تعزيز الوحدة بين الكنائس المسيحية المنقسمة منذ قرون.
واختار بابا الفاتيكان تركيا، ذات الأغلبية المسلمة، كأول وجهة خارجية له للاحتفال بذكرى مرور 1700 عام على "مجمع نيقية الأول"، الذي اعتمد قانون الإيمان المستخدم من قبل معظم مسيحيي العالم اليوم.
وستجري متابعة زيارة ليو عن كثب إذ سيلقي خلالها أول عظات له خارج الفاتيكان ويزور مواقع ثقافية حساسة في تركيا قبل أن يتوجه إلى لبنان.
وقال الأكاديمي الإيطالي المتابع للفاتيكان، ماسيمو فاجولي، "إنها رحلة مهمة للغاية لأننا لا نعرف الكثير حتى الآن عن وجهات نظر ليو الجيوسياسية، وهذه هي أول فرصة كبيرة له للتعبير عنها".
وسيغادر ليو ( 70 عامًا) مع الوفد المرافق له من روما وسيزور أولًا العاصمة التركية أنقرة حيث سيلتقي الرئيسَ رجب طيب أردوغان ويلقي كلمة أمام القادة السياسيين.
وسيتوجه، مساء اليوم الخميس، إلى إسطنبول، موطن البطريرك برثلماوس، وهو زعيم روحي للمسيحيين الأرثوذكس في العالم البالغ عددهم 260 مليونًا.
ومن المتوقع أن يتحدث ليو باللغة الإنجليزية في خطاباته في تركيا في خروج عن الممارسة المعتادة، إذ عادة ما يتحدث الباباوات بالإيطالية في رحلاتهم الخارجية.
من المتوقع أن يكون السلام موضوعًا رئيسيًّا للبابا ليو خلال زيارته للبنان التي تبدأ، يوم الأحد المقبل؛ ويعيش في لبنان أكبر عدد من المسيحيين في الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني، الاثنين، إنه يجري اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة لضمان سلامة البابا في لبنان، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدت اغتيال الرجل الثاني في "حزب الله" هيثم الطبطبائي.
ويأمل الزعماء في لبنان، الذي يستضيف مليون لاجئ سوري وفلسطيني ويكافح أيضًا للتعافي من أزمة اقتصادية مستمرة منذ سنوات، في أن تجلب زيارة البابا الاهتمام العالمي إلى البلاد.