أثار رحيل الفنان التونسي الكبير نور الدين بن عياد، صباح اليوم الأحد، عن عمر يناهز 73 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، حالة من الحزن والتفاعل الواسع في الأوساط الفنية والثقافية التونسية.
وتُعد وفاته خسارة كبيرة للمشهد الفني التونسي والعربي، حيث ترك خلفه إرثًا فنيًا زاخرًا بالأعمال الخالدة التي لن تُنسى في الذاكرة الجماهيرية.
وُلد نور الدين بن عياد في العاصمة تونس عام 1952، ونشأ في بيئة تونسية أصيلة، حيث تأثر بالثقافة المحلية والتقاليد الاجتماعية التي شكلت شخصياته الفنية فيما بعد.
بدأ مساره الفني في السبعينيات، وبدأت أعماله تأخذ طابعًا خاصًا يمزج بين الجدية والكوميديا، ليحقق نجاحًا لافتًا في المسرح والسينما والدراما التونسية لعقود طويلة من الإبداع الفني.
وبالرغم من بداية مشواره في السبعينيات، إلا أن توهجه الفني كان في التسعينيات، حيث برز بن عياد في العديد من الأعمال الدرامية الناجحة، التي عرضت على القنوات التونسية المحلية، وقدم مجموعة من المسلسلات البارزة مثل: "غادة"، و"العاصفة"، و"الحصاد"، و"نحب نستحسن"، التي حققت شهرة واسعة في حقبة التسعينيات من القرن الماضي.
استمر الفنان الراحل مع بداية الألفية الجديدة في تقديم أعمال فنية كبيرة، من أبرزها: "جاري يا حمودة"، و"مال وآمال"، و"شيء ينطق"، التي نالت استحسان الجمهور، وأثبتت مكانته كأحد أبرز نجوم الدراما التلفزيونية التونسية.
عُرف الراحل نور الدين بن عياد بمهارته الفائقة في فن الارتجال وكوميديا الموقف، حيث قدم العديد من الاسكتشات الكوميدية الناجحة التي لاقت قبولًا جماهيريًا واسعًا، حيث كانت الكوميديا التمثيلية الخاصة به ترتكز على التفاعل المباشر مع الجمهور، ما جعله واحدًا من أبرز نجوم الكوميديا في تونس.
وكان للمسرح مكانة خاصة في قلب الراحل بن عياد، حيث قدم العديد من الأعمال المسرحية التي أثرت في تاريخ المسرح التونسي.
ومن أبرز هذه الأعمال: "درجح درجح يا درجيحة"، و"كاتب عمومي"، و"أولاد الحلال"، مُضيفًا إلى المسرح التونسي أسلوبًا خاصًا يتميز بالارتجال والكوميديا الساخرة.
كما كان لنور الدين بن عياد حضور مميز في السينما التونسية، ومن أشهر أفلامه السينمائية فيلم "رجل من الرماد" مع المخرج الكبير نوري بو زيد.
ويمثل رحيل نور الدين بن عياد خسارة كبيرة للمشهد الفني التونسي والعربي، فقد كان أحد أهم رواد الكوميديا في تونس، وترك أثرًا كبيرًا في مجالات المسرح والدراما والسينما على مدار عقود طويلة، كأحد أبرز الفنانين الذين أسهموا في تشكيل هوية الفن الكوميدي التونسي.