بدأت دول في منطقة الكاريبي ضربها الإعصار المدمر "ميليسا" في لملمة جراحها والوقوف على حجم الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها، وسط إجراءات طارئة للتعافي.
ودمر إعصار "ميليسا"، الذي أودى بحياة ما يقرب من 50 شخصاً، في منطقة البحر الكاريبي، مناطق بأكملها في جامايكا وأغرق هايتي وكوبا خلال مساره الذي استمر عدة أيام عبر المنطقة.
ووصل الإعصار إلى جامايكا، الثلاثاء، كعاصفة من الفئة الخامسة، وهي الفئة الأعلى على مقياس "سافير-سيمبسون"، ما تسبب في "مستويات غير مسبوقة" من الدمار.
وانتشر رجال الإنقاذ وعمال الإغاثة في جميع أنحاء جامايكا، السبت، لتوزيع الغذاء والماء والوصول إلى المجتمعات التي لا تزال معزولة بعد 4 أيام من ضرب الإعصار للجزيرة.
ويجري حالياً إيصال إمدادات الإغاثة الأساسية إلى مناطق "سانت إليزابيث" و"وستمورلاند"، المتضررة من الإعصار، والتي كان معظمها معزولاً بسبب الأعمدة الأسمنتية والأشجار المتساقطة المنتشرة على الطرق.
وكان وزير الضمان الاجتماعي برنيل تشارلز جونيور من ضمن العديد من أفراد قوافل المستجيبين للطوارئ في طريقهم لتسليم وجبات طعام جاهزة، ومياه، وأغطية, وبطانيات، وأدوية، وغيرها من الضروريات.
وقال تشارلز جونيور خلال توقف قصير في طريقه إلى "بلاك ريفر"، لأول مرة، بإمدادات الإغاثة التي طال انتظارها: "الأولوية الآن هي إيصال المساعدة إلى أولئك الذين يحتاجون إليها".
وأقامت قوات الدفاع الجامايكية موقعاً فرعياً للإغاثة من الكوارث في مركز "لوانا" المجتمعي بالقرب من "بلاك ريفر"، حيث يجري إرسال حزم الرعاية إلى السكان المتضررين من الإعصار.
وتعتزم جامايكا إقامة عدة مستشفيات ميدانية في الجزيرة الكاريبية، وفق ما أفاد وزير الصحة كريستوفر تافتون، السبت، وذلك في إطار التعامل مع الأضرار التي خلفها الإعصار "ميليسا".
وبعد 4 أيام من وصول "ميليسا" إلى اليابسة في غرب جامايكا، لا تزال الحصيلة الرسمية للقتلى متوقفة عند 19 قتيلاً، لكن تافتون أعرب خلال مؤتمر صحفي عن اعتقاده بأنها أعلى "لأن هناك مناطق لا نزال تواجه صعوبة في الوصول إليها".
وقال تافتون إنه "في مواجهة الأضرار التي لحقت بالمستشفيات في غرب البلاد على الساحلين الجنوبي والشمالي، سيتم نشر العديد من المستشفيات الميدانية في الأيام والأسابيع المقبلة".
وتعرضت المستشفيات في غرب جامايكا لأضرار جسيمة بعد تطاير أسقفها ودخول مياه الفيضانات إلى مبانيها، ما أدى إلى اتلاف المعدات الطبية.