بدأت كوبا، صباح الأربعاء، لملمة آثار الدمار الذي خلّفه الإعصار "ميليسا" بعد مروره العنيف شرق البلاد، مخلفاً وراءه مشاهد الخراب والفيضانات.
ففي مدينة سانتياغو دي كوبا، ثاني أكبر مدن الجزيرة، هرع السكان لتنظيف الشوارع وإزالة الأشجار والأعمدة المنهارة، بينما ما زالت الكهرباء مقطوعة والمياه تغمر بعض الأحياء حتى مستوى الخصر، بحسب وكالة "فرانس برس".
ووفق المركز الوطني للأعاصير، يتحرك "ميليسا" حالياً بمحاذاة الساحل الشرقي لكوبا برياح تصل سرعتها إلى نحو 155 كيلومتراً في الساعة، فيما تتواصل الأمطار الغزيرة التي تهدد بمزيد من الانهيارات الأرضية والفيضانات.
وقد أجلت السلطات أكثر من 735 ألف شخص من المناطق المعرّضة للخطر.
الدمار لم يقتصر على كوبا، إذ شهدت هايتي كارثة إنسانية بعد أن أودت الفيضانات بحياة عشرين شخصاً، بينهم عشرة أطفال، مع فقدان عشرة آخرين، وفق ما أعلنه المدير العام للحماية المدنية إيمانويل بيار. وفي منطقة بيتي-غواف، جرف نهر لاديغ عدداً من المنازل، ووصفت شهادات محلية المشهد بأنه "مأساوي".
وكان الإعصار الذي ضرب جامايكا الثلاثاء كعاصفة من الفئة الخامسة، اعتُبر الأقوى منذ تسعين عاماً في المنطقة.
وقال دينيس زولو، منسق الأمم المتحدة في الكاريبي، إن "حجم الدمار غير مسبوق على مستوى البنى التحتية والممتلكات".
وفي وقت تستعد جزر الباهاماس وبرمودا لاستقبال الإعصار خلال الساعات المقبلة، أكد الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل أن الأضرار "جسيمة"، بينما أرسلت الولايات المتحدة وبريطانيا مساعدات عاجلة للبلدان المنكوبة.
ويرى اختصاصيو المناخ أن ارتفاع حرارة المحيطات يُسهم في زيادة حدة الأعاصير، ما يجعل "ميليسا" جرس إنذار جديد على خطورة التغير المناخي في الكاريبي والعالم.