أفادت مصادر في مدينة السويداء بالعثور على جثة الأكاديمي السوري الفرنسي فراس أبو لطيف، الذي قتل على ما يبدو خلال الأحداث الدامية الأخيرة التي شهدتها المدينة.
وكان أبو لطيف، وهو باحث دولي وأستاذ جامعي ومتخصص في البرمجة المعلوماتية، قد زار مسقط رأسه في محافظة السويداء جنوبي سوريا، وسط اشتباكات عنيفة شهدتها المنطقة أخيراً، وتحولت زيارته العائلية إلى فاجعة.
فراس، البالغ من العمر 48 عاماً، ينتمي إلى الطائفة الدرزية، وكان يعيش في فرنسا مع أسرته قبل أن يقرّر زيارة سوريا بعد غيابٍ طويل، وفق ما أفادت شقيقته ميسا أبو لطيف لوكالة "فرانس برس".
وأوضحت ميسا، التي لا تزال موجودة في السويداء، أن فراس وصل إلى سوريا مطلع الشهر الماضي برفقة زوجته وطفليه، الذين يحملون الجنسية الفرنسية.
وقالت إنهم كانوا يقيمون في منزل العائلة عندما اقتربت الاشتباكات، فاضطرت مع زوجة شقيقها وطفليه إلى المغادرة، بينما بقي فراس وزوجها في المنزل.
وتعتقد ميسا أن مجموعة مسلحة اقتحمت المنزل وحاولت اعتقال الرجلين، لكنهما حاولا المقاومة، ما أدى إلى قتلهما.
وأضافت: "بعد الحادثة، قصف المسلحون المنزل بالقذائف، فاحترق بالكامل". ولا تزال زوجة فراس وأطفاله في انتظار تدخل وزارة الخارجية الفرنسية لتأمين ممر آمن للخروج من السويداء.
وأكد أيمن ظريفة، أحد أفراد العائلة المقيم في فرنسا، لوكالة "فرانس برس"، أن "فراس كان مقيماً قرب مدينة روان في منطقة النورماندي، وأنه جاء لزيارة والده في السويداء".
وأضاف: "لم يكن يحمل سلاحاً.. لقد قُتل بدمٍ بارد، فقط لأنه درزي".
واندلعت الاشتباكات في 13 تموز/يوليو بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، قبل أن تتوسع لتشمل القوات الحكومية ومسلحي العشائر.
وأسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 1300 شخص، معظمهم من أبناء الطائفة الدرزية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما وثّق السكان والمرصد انتهاكات مروّعة، شملت إعدامات ميدانية، وحرق منازل، ونهباً للممتلكات.
وفي خضمّ الفوضى، قُتل أيضاً المواطن السوري الأمريكي حسام سرايا، وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية وفاته، دون أن تكشف تفاصيل إضافية.
أحد أصدقائه في السويداء تعرف عليه في مقطع مصوّر انتشر على مواقع التواصل، يظهره مع رجال مدنيين يُجبرون على السير أمام مسلحين بزي عسكري قبل أن يُطلق الرصاص عليهم.
