عثرت الشرطة البريطانية على جثة الشابة شارلوت ليدر، البالغة من العمر 23 عامًا، في شقتها بمدينة بولتون، بعد أكثر من عام على وفاتها المفترضة.
ووجدت الشرطة الجثة تحت اللحاف أثناء إجراء فحص روتيني، لتكتشف قصة مأساوية عن العزلة ومعاناة نفسية طويلة.
وخلال التحقيق، تبين أن شارلوت، التي وصفتها عائلتها بأنها "شابة جميلة وموهوبة للغاية"، كانت قد ابتعدت تدريجيًّا عن عائلتها وخدمات الصحة النفسية. وأشارت والدتها، شانتاي سيم، إلى أن العائلة لم تتمكن من التواصل معها منذ عام 2021 رغم محاولاتهم المتكررة. كما كُشف أنها كانت تعاني منذ صغرها من اضطرابات في الأكل، بما في ذلك مرض البوليميا (الشره المرضي).

وقال المحققون، إن شقة شارلوت كانت "نظيفة للغاية" لكنها شبه خالية من الأثاث، مع أكوام من الرسائل غير المفتوحة وطعام فاسد يحمل تواريخ انتهاء في 2024، مما ساعد في تحديد زمن الوفاة المحتمل. ولم يُعثر على أي مؤشرات لتعاطي المخدرات أو نية الانتحار أو وجود أي جريمة.
وكشفت التحقيقات أن آخر محادثات شارلوت كانت فقط مع روبوت الذكاء الاصطناعي ChatGPT من شركة OpenAI. وكانت آخر رسالة أرسلتها تقول فيها: "ساعدني، لقد اشتريت طعامًا مرة أخرى." فأجابها الروبوت: "يبدو أن لديك أراء متضاربة بشأن الطعام"، لترد قائلة: "إنه طعام لم أكن أريده، وهذا يسبب لي الإحباط".
واستُخدمت هذه المحادثة لتحديد الإطار الزمني لوفاة شارلوت، وقال الطبيب الشرعي الدكتور أندرو كوتس، إن الجثة كانت "صعبة الفحص" بسبب حالتها "المتحنطة"، ولم يجد أي دليل يشير إلى وفاتها عمدًا.
واختتم القاضي ستيفن تيسديل التحقيق بحكم "الوفاة غير المحددة"، موضحًا أنه لا توجد أدلة كافية لتحديد سبب الوفاة بدقة. وأضاف أن شارلوت كانت قد "ابتعدت عن أسرتها وأصبحت غريبة عنهم" مع تدهور حالتها النفسية.