نعت وزارة الثقافة الفلسطينية الباحث والحكواتي حمزة العقرباوي، المعروف بلقب "حكواتي فلسطين" بعدما وافته المنية في العاصمة المصرية القاهرة.
وقالت الوزارة في بيان عبر صفحتها في "فيسبوك" إن "الحكواتي الراحل كان من المهتمين بجمع الموروث الشعبي وكل ما ارتبط بالحياة اليومية في فلسطين، يكتب انطلاقًا من الذاكرة الشعبية والهوية الجمعية، وله عدد من الأبحاث والمقالات المنشورة التي توثّق جوانب مختلفة من التراث الفلسطيني".
وأضافت: "كان العقرباوي مهتماً بجمع الأرشيفات، خاصة تلك التي تعكس تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين، كما يعمل على تنظيم جولات معرفية في الأرض الفلسطينية، بهدف ربط الموروث الشعبي بالمكان وتعزيز الوعي بالهوية الثقافية. وكان له دور بارز في عدد من فعاليات ونشاطات الوزارة، أسهم من خلالها في إبراز أهمية التراث الشعبي والحفاظ عليه بوصفه جزءًا أصيلًا من الذاكرة الوطنية".
ولد العقرباوي عام 1984، من بلدة عقربا جنوب نابلس، ونشأ في بيئة ريفية لصيقة بالأرض والذاكرة الجمعية، ما شكّل أساس مشروعه المعرفي في جمع الحكايات، توثيق الذاكرة، وربط المكان بالسرد.
ومثّل العقرباوي جسرًا بين الذاكرة الشعبية والتوثيق المعاصر؛ إذ لم يكن يكتفي بالرواية، بل وضعها ضمن سياقات تاريخية واقتصادية واجتماعية، مساهما في صون الهوية الثقافية الفلسطينية ونقلها للأجيال بوعي نقدي ومنهجي.
أنشأ العقرباوي أرشيفًا يحتوي على مجموعة متنوعة من الصور والوثائق التاريخية، بما في ذلك دفاتر قديمة، شهادات، وثائق ملكية، ومراسلات، بغرض إتاحة الفرصة للقراءة التاريخية الدقيقة للمكان والزمان.
وتميز أسلوب العقرباوي في السرد القصصي باعتماده على البحث الميداني والتوثيق الملموس، إضافة إلى تقديمه عروضًا في القرى والمواقع المفتوحة التي حولت الجغرافيا الفلسطينية إلى نص حي، تجسد الذاكرة الجماعية للأجيال. وكان يرى أن الحكايات الشعبية لا تُعد مجرد وسائل للتسلية، بل هي مصدر أساس من مصادر المعرفة الحقيقية.
وتداول رواد التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر له وهو يروي بعض الحكايات الشعبية، معبرين عن حزنهم على رحيله، مُعتبرين أنه أسهم بقوة في توثيق وترويج الموروث الشعبي الفلسطيني. كما تداولوا عبارات مؤثرة له مثل "إحكي عشان تعيش"، في إشارة إلى أهمية السرد القصصي في الحفاظ على هوية الشعب الفلسطيني.