كشفت دوائر سياسية في واشنطن اعتزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، ولقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.
ونقلت الصحيفة، اليوم الجمعة، عن مصدر دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى أن "مسؤولين إسرائيليين تعاونوا خلال الأيام الماضية مع دبلوماسيين أمريكيين رفيعي المستوى استعدادًا للزيارة المتوقعة".
وأضاف أن نتنياهو يسعى من وراء الزيارة إلى "إضفاء طابع تاريخي على اللقاء، وتحقيق إنجاز دبلوماسي وإعلامي بارز قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة".
لكن مصادر دبلوماسية وخبراء أكدوا أن القاهرة وضعت شروطًا سياسية واضحة قبل الموافقة على عقد أي قمة مع نتنياهو، أبرزها: إسقاط أي طرح يتعلق بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، خصوصًا من محور فيلادلفيا، وإعادة تفعيل المسار السياسي القائم على حل الدولتين، بالإضافة إلى الحصول على ضمانات أمنية واقتصادية مرتبطة بصفقة الغاز.
وفيما نفى مكتب نتنياهو علمه بالخطوة، مؤكدًا، لـ"تايمز أوف إسرائيل": "ليس لدينا علم بهذه المسألة"، وأشار المصدر الأمريكي إلى أنه في حال تعذر لقاء القاهرة، وضعت واشنطن بديلًا يتمثل في عقد قمة "أمريكية – عربية - إسلامية" في الولايات المتحدة، يلتقي السيسي ونتنياهو على هامشها، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وتأتي هذه التحركات في أعقاب إعلان شركة "نيو ميد إنيرجي" (NewMed Energy) الشريك في حقل "ليفياثان" الإسرائيلي عن تعديل جوهري على اتفاق تصدير الغاز إلى مصر، يزيد الكميات بنحو 130 مليار متر مكعب (أو 4.6 تريليون قدم مكعب)، ليصل إجمالي العائدات المتوقعة إلى 35 مليار دولار حتى عام 2040.
ويعد حقل ليفياثان، الذي تملك شركة "شيفرون" الأمريكية فيه حصة تشغيلية تقارب 40%، المصدر الرئيسي للغاز الإسرائيلي المُصدَّر إلى مصر.
ووقّعت مصر وإسرائيل أول اتفاق لاستيراد الغاز في 2020، ثم تم توسيعه بشكل كبير في أغسطس/ آب الماضي.
وكشفت تقارير سابقة أن الولايات المتحدة تسعى لعقد قمة ثلاثية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والسيسي، ونتنياهو، خلال زيارة مرتقبة لرئيس إسرائيل إلى فلوريدا لاحقًا هذا الشهر.
ويقود السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، يحيئيل لايتر، جهود تنظيم القمة المتوقعة، ويُنظر إليها كـ"حلقة الوصل الأساسية" بين نتنياهو والإدارة الأمريكية والدول العربية، بما في ذلك سوريا ولبنان.
وتربط مصر وإسرائيل معاهدة سلام منذ 1979، كانت الأولى من نوعها بين إسرائيل ودولة عربية، بعد أربعة حروب (1948، 1956، 1967، 1973).
لكن العلاقة الثنائية ظلت مرنة وهشة، تتأرجح بين التعاون الأمني والاقتصادي والتوتر السياسي، خاصة في ظل المواقف المتباينة من القضايا الفلسطينية.
ومع عودة نتنياهو إلى السلطة في نهاية 2022، بلغ التوتر ذروته، خصوصًا بعد تكرار تصريحات وزراء في حكومته عن "تهجير الفلسطينيين إلى سيناء"، وهو ما رفضته القاهرة جملة وتفصيلًا.
