يجد كثير من المراهقين صعوبة في الحديث بصراحة مع آبائهم، فدعوة من النوع: "دعنا نجلس ونتحدّث" قد تدفعهم للانغلاق بدل البوح.
لكن بحسب الخبراء، فالحوار يظلّ ضرورة لبناء الثقة وتخفيف الضغوط، خصوصًا مع النقاشات الواسعة التي أثارها مسلسل Adolescence على نتفليكس هذا العام، ومع تحذيرات المعلّمين من تصاعد خطاب الكراهية والجندر المتطرّف عبر الإنترنت.
ويشير جوزيف كونواي، الاختصاصي النفسي ومدرّب الصحة النفسية في Vita Health، إلى أن آباءً كثر يشعرون بضغط كبير لمساعدة أبنائهم في التعبير عن مشاعرهم، رغم أنّ هذه الحوارات لا تأتي بسهولة، خصوصًا لمن لم ينشؤوا مع قدوات ذكورية تُظهر الضعف أو الحديث العاطفي.
وبمناسبة اليوم العالمي للرجال، الذي يصادف في 19 نوفمبر، يدعو كونواي الآباء لإعادة التفكير في أسلوب تواصلهم مع أبنائهم، كاشفًا عن تغيير بسيط لكنه فعّال، ألا وهو الحديث جنبًا إلى جنب بدلًا من الجلوس وجهًا لوجه.
ويقول: "اختر نشاطًا يحبّه ابنك مثل كرة القدم، أو الخَبز، أو الحِرف، أو الألعاب الإلكترونية. فالأنشطة المشتركة تمنح مساحة آمنة للحديث دون ضغط أو تواصل بصري مباشر، وتسمح بإدخال الأسئلة العاطفية بسلاسة في الروتين اليومي".
وأظهر بحث جديد من Male Allies UK أن عددًا كبيرًا من الفتيان بين 11 و16 عامًا يواجهون صعوبة في فهم معنى الرجولة اليوم، 79% ذكروا أن المفهوم غير واضح، فيما عبّر بعضهم عن شعورهم بأنّهم يُقدَّمون كـ "مشكلة" أكثر من كونهم أفرادًا يحتاجون للدعم.
ويحذر كونواي من أن تكرار الخطابات السلبية حول "الرجولة" قد يضرب صورة الفتى عن نفسه ورفاهيته ويقول: "كثير منهم يسمع النقد باستمرار دون أي توجيه يساعده على الفهم، ما يدفعه للجوء إلى الإنترنت حيث تنتشر أكثر السرديات ضررًا".
وتؤكد الأبحاث أنّ حوارات الوالدين مع أبنائهم تحمي صحتهم النفسية، خاصة عند الحديث عن المشاعر.
ويختم كونواي: "للآباء دور جوهري في تشكيل فهم أبنائهم للرجولة والتعاطف والتعبير العاطفي. وحديث "الكتف إلى الكتف" يخفّف الضغط على الأب والابن معًا، خصوصًا عندما تكون هذه الموضوعات خارج منطقة الراحة لديهم".