فاجأت بيضة ديناصور متحجرة يعود تاريخها إلى نحو 70 مليون سنة علماء الحفريات في الصين بعد أن كشفت عن داخلها المتلألئ بالبلورات بدلاً من الجنين المتوقع أو الرواسب. وكانت البيضة بحجم الجريب فروت، ومكتشفة في تكوين تشيشان في حوض تشيانشان، تحتوي على بلورات الكالسيت على طول القشرة الداخلية، مكونة بذلك جيودا طبيعية للديناصور.
ووفقا لموقع "ساينس ألرت" يعد هذا الاكتشاف جزءا من نوع جديد من بيض الديناصورات لم يُعرف سابقا، أطلق عليه اسم Shixingoolithus qianshanensis، وتم تحديده لأول مرة في دراسة عام 2022 بقيادة عالمة الحفريات تشينغ هي من جامعة آنهوي. تُصنف البيضة ضمن نوع و"جنس بيضة" جديدين (oospecies وoogenus). وبالرغم من عدم وجود أجنة داخل البيض وعدم ارتباط أي هيكل عظمي بها مباشرة، تؤكد البنية المجهرية للبيضة أنها تعود للديناصورات؛ لأنها تشبه بيض الديناصورات المعروف أكثر من بيض الطيور أو الزواحف الأخرى.
وتعد تكوينات تشيشان، حيث وُجدت البيضة، معروفة عادةً بحفريات السلاحف والثدييات والطيور من العصر الباليوسيني؛ ما يجعل هذا الاكتشاف واحدا من أولى بقايا الديناصورات المكتشفة في المنطقة. توفر البلورات الداخلية معلومات علمية فريدة عن هيكل البيضة وظروف البيئة في العش.
ويتكون البلور داخل بيض الديناصورات بشكل نادر. تبدأ العملية عندما يتحلل الجنين، تاركًا القشرة فارغة، ثم تتسرب مياه جوفية غنية بالمعادن عبر المسام والشقوق، لتترسب المعادن تدريجيا وتشكل البلورات. هذه البلورات لا تضفي جمالا على الحفرية فحسب، بل تعمل أيضا كسجل للظروف الجيولوجية والكيميائية القديمة.

في وقت سابق من هذا العام، استخدم العلماء بلورات الكالسيت في بيضة ديناصور أخرى لتحديد عمر الحفرية مباشرة، وهو الأول من نوعه في علم الحفريات. وتحتفظ هذه البلورات بمعلومات عن السوائل والظروف الكيميائية لمكان الدفن؛ ما يساعد على فهم النظام البيئي الذي عاش فيه الديناصور.
وبعيدا عن قيمتها العلمية، تبرز هذه البيضة المتبلورة قدرة كوكب الأرض المذهلة على الحفاظ على آثار الحياة، من العظام المغطاة بالمعادن إلى الحفريات التي تحولت إلى أوبال متلألئ. يفتح هذا الاكتشاف آفاقا جديدة لدراسة تكاثر الديناصورات والظروف البيئية القديمة والعمليات الطبيعية التي تحوّل بيضة بسيطة إلى كبسولة زمنية متألقة.