شهدت أسواق المعادن الثمينة في عام 2025 أداءً استثنائياً، مدفوعة بالمخاطر الجيوسياسية، وتوقعات سياسة نقدية أكثر مرونة، والاستقرار الاقتصادي النسبي عالميًا.
ارتفع سعر الذهب إلى مستويات قياسية، حيث تجاوز 4481 دولارًا للأونصة (3797 يورو)، مسجلاً مكاسب سنوية بين 55 و70%، بينما تفوقت الفضة بنسبة قياسية تجاوزت 130%، لتصل إلى نحو 69 دولارًا للأونصة (58 يورو)، بحسب "يورونيوز".
وقد عززت التوترات الأخيرة في فنزويلا هذا الاتجاه، إذ شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة 2.4% والفضة 3.4% خلال أسبوع واحد فقط، بعد تقارير عن تحركات البحرية الأمريكية ومحاولات للاستيلاء على ناقلات نفط مرتبطة بفنزويلا.
على الرغم من عدم وجود ارتباط مباشر بين أسعار الذهب وفنزويلا، فإن الأزمة السياسية والأمنية في البلاد زادت من المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات وتصعيد العقوبات، مما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو الملاذات الآمنة.
من يناير إلى مارس، بدأت أسعار الذهب في الارتفاع مع المخاوف من التضخم وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة، إضافةً إلى استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي مارس، تجاوز سعر الذهب 3000 دولار للأونصة، متأثراً بإعلان الولايات المتحدة عن تعريفات جمركية جديدة على الصلب والألومنيوم. بينما كانت الفضة أكثر استقراراً في هذه المرحلة، مع مكاسب محدودة نسبياً مقارنة بالذهب.
خلال أبريل إلى يونيو، ارتفع الذهب تدريجيًا مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، خاصة بين إيران وإسرائيل، حيث تجاوز سعر الذهب 3354 دولارًا للأونصة بحلول أواخر يونيو، بعد الهجمات الأمريكية على مواقع نووية إيرانية.
في يوليو-سبتمبر، لعبت توقعات أسعار الفائدة الأمريكية دورًا محوريًا في تحريك الأسواق.
كما عزز الخلاف بين الرئيس ترامب ورئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حول السياسات النقدية اتجاه المستثمرين نحو الذهب، الذي وصل إلى أكثر من 3400 دولار للأونصة، فيما سجلت الفضة ذروة عند 38.46 دولارًا للأونصة منتصف يوليو، مدفوعة بنفس العوامل.
مع دخول أكتوبر ونوفمبر، تجاوز الذهب حاجز 4000 دولار للأونصة لأول مرة، بدعم من المخاوف المستمرة بشأن التجارة والسياسة العالمية، إضافة إلى احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في المستقبل.
وعلى الرغم من تقلبات الأسعار المؤقتة نتيجة المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ظل الاتجاه العام صعودياً، حيث بلغ سعر الذهب الفوري نحو 4210 دولارات بحلول نهاية نوفمبر، فيما اقتربت الفضة من 56.78 دولارًا للأونصة.
شهد ديسمبر تسجيل أعلى مستويات الأسعار لهذا العام، مع تجاوز الذهب 4490 دولارًا للأونصة، واقتراب الفضة من 70 دولارًا للأونصة.
واستفاد المستثمرون من حالة عدم اليقين السياسي والأمني في فنزويلا، إلى جانب توقعات تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية في 2026، ما أدى إلى انخفاض العوائد الحقيقية وزيادة جاذبية المعادن الثمينة كملاذ آمن، في ظل ضعف الدولار الأمريكي.
عام 2025 كان عاماً استثنائياً للذهب والفضة، حيث دمجت الأسواق بين عوامل جيوسياسية محلية وإقليمية، مثل فنزويلا والشرق الأوسط، وتوقعات السياسات النقدية الأمريكية، لتعزيز الطلب على المعادن الثمينة.
وتستمر هذه العوامل في تحديد اتجاه أسعار الذهب والفضة، مع احتمال استمرار ارتفاعها في 2026 إذا تواصلت المخاطر الجيوسياسية وتراجعت عوائد الأصول التقليدية.