تمكّن علماء الحفريات من اكتشاف نوع جديد من الزواحف الطائرة، أو البتروسورات، في بقايا قيء متحجر لديناصور عاش قبل 110 ملايين سنة في منطقة الأرايبي بالبرازيل.
ووفقا لموقع "ناشونال جيوغرافيك" يُظهر هذا الاكتشاف كيف يمكن لبقايا الهضم المتحجرة، التي تُعرف باسم regurgitalites، أن تكشف تفاصيل دقيقة عن الحياة القديمة وعلاقات الكائنات بعضها ببعض في البيئات القديمة.
ويُعرف النوع المكتشف باسم Bakiribu waridza، وهو بتروسور كان يرشّح فرائسه الصغيرة من المياه بطريقة مشابهة للفلامينغو اليوم. وقد صادف العثور على هذه البقايا بالصدفة حين عرض طالب على أستاذته تكتلة صخرية تحتوي على عظام غير معتادة، تبين لاحقًا أنها تعود لنوع جديد لم يُرصد من قبل في صخور البرازيل من نفس الحقبة الزمنية.
علاقات المفترس والفريسة
ووصفت عالمة الحفريات ألين غيلاردي الاكتشاف بأنه لم يكن مجرد حجر متحجر يحتوي على نوع نادر، بل كان مثالًا استثنائيًا على regurgitalite، أي بقايا قيء متحجر. هذه الحفريات، جنبا إلى جنب مع البراز المتحجر المعروف باسم coprolites، تُصنّف ضمن فئة أوسع تُعرف بـ bromalites، والتي توفر رؤى مباشرة حول النظام الغذائي للكائنات القديمة وطبيعة أجهزتها الهضمية، إضافة إلى تفاعل الأنواع المختلفة داخل البيئة نفسها.
وتشير غيلاردي إلى أن الحالة غير العادية للعثور على العظام كانت نتيجة مرورها في الجهاز الهضمي لديناصور مفترس قبل أن تُقيأ وتدفن في الرواسب، مما أدى إلى حفظها بشكل جزئي ولكن كافٍ للتعرف على النوع الجديد. كما أكدت أن هذه البقايا تتيح فهمًا فريدًا للعلاقات البيئية بين المفترس والفريسة، وتوضح الشبكات الغذائية القديمة بطريقة لا توفرها الهياكل العظمية المكتشفة منفردة.
ويعود اهتمام العلماء ببقايا الهضم المتحجرة إلى القرن التاسع عشر، حين درس عالم الحفريات الإنجليزي ويليام باكلاند الفضلات المتحجرة للكائنات القديمة، وأطلق عليها اسم Bezoar Stones أو coprolites علميًا. ومن خلال هذه الحفريات، تمكن الباحثون من معرفة الكثير عن النظام الغذائي وسلوك الديناصورات والمفترسات القديمة، بما في ذلك تيرانوصورس ريكس الذي كان يبتلع العظام بشكل كامل.
