حذر محافظ إسطنبول، داوود غول، من تناول النقانق والسجق اللذين يكون سعرهما أقل من أسعار اللحوم الرسمية، ويباعان على نطاق واسع ضمن وجبات شعبية شهيرة تلقى إقبالاً من السياح والمواطنين على حدٍ سواء.
وجاء تحذير المسؤول الحكومي بالتزامن مع إعلان مديرية صحة إسطنبول، وفاة "سيرفيت بوجيك" مساء أمس الاثنين، ليلحق الشاب بزوجته وطفليه الذين توفوا يومي الخميس والجمعة، في حادثة غامضة يعتقد أنها ناتجة عن تسمم غذائي.
وقال غول في مقابلة تلفزيونية: "إذا كان سعر كيلو اللحم 800 ليرة (نحو20 دولار)، ويبيعون النقانق بـ 600 ليرة، فيجب أن نفهم أن هذا ليس لحماً وهناك عملية احتيال".
وأوضح غول في تحذيراته حول سلامة الغذاء: "علينا أن نكون أكثر حذرا بشأن تناول الطعام والمشروبات في الأماكن غير المرخصة أو المخالفة.
ووجد حديث محافظ إسطنبول تفاعلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي بينما تشهد البلاد بالفعل نقاشاً حول سلامة الغذاء في المطاعم بعد وفاة عائلة بوجيك التي قدمت من ألمانيا إلى إسطنبول في رحلة سياحية انتهت بشكل مروع.
وتضاف النقانق والسجق للكثير من الأطعمة والوجبات السريعة في تركيا، وتلقى إقبالاً من الزبائن، وبينها فطيرة النقانق والجبن، و"كومبير" (بطاطا مشوية محشوة بالمخلل والسجق).
ولا توجد إحصاءات رسمية لتأثر قطاع المطاعم بتداعيات ومخاوف السكان والسياح، بعد وفاة العائلة الألمانية، لكن وسائل إعلام محلية قالت إن شارع المطاعم الشهير في منطقة "أورتاكوي" بإسطنبول يشهد على غير العادة، عزوفاً من الزبائن بعد الحادثة.
وكانت العائلة المنكوبة قد زارت المنطقة يوم الخميس الماضي، وتناولت وجبات تركية متنوعة فيها، قبل أن يعاني أفرادها في مساء اليوم ذاته من أعراض تسمم انتهت بوفاة الطفلين ومن ثم الأم في المستشفى؛ ما دفع السلطات لاتخاذ سلسلة إجراءات.
فقد وصل عدد الموقوفين في القضية، إلى 11 شخصاً، يمثلون ملاك وعمال مطاعم والفندق الذي كانت تقيم فيه العائلة، بجانب عمال شركة رش مبيدات حشرية، بينما تستمر إجراءات فحص عينات وتحقيقات لتحديد سبب الوفاة.
كما أغلقت السلطات الفندق الواقع في منطقة "الفاتح"، ونقلت نزلاءه لفنادق أخرى بعد تسجيل إصابات أخرى لثلاثة سياح، من المغرب وإيطاليا، اشتكوا من أعراض تسمم لم تتأكد بعد، لكن حالتهم الصحية ليست خطيرة.
وكانت العائلة، التي تضم "سيرفيت بوجيك"، 37 عاما، وزوجته "تشيغدم"، 26 عاما، وطفليهما قدير محمد، 6 سنوات، وشقيقته ماسال، 3 سنوات، في زيارة سياحية لإسطنبول، قادمين من ألمانيا التي يعيش فيها ملايين الأتراك بشكل دائم، عندما انتهت رحلتهم في الوطن الأم بذلك الشكل، ويدفنون فيه.
ولم يُظهر تشريح جثث الأم وطفليها أي أعراض مرضية ظاهرة أو دليلاً على وجود تسمم غذائي؛ ما دفع المدعي العام في إسطنبول للتوسع في التحقيقات خارج فرضية التسمم، واعتبار الحادثة "وفاة مشبوهة"، ليبدأ مكتب جرائم القتل التحقيق في تهم جنائية، بينما تتزايد فرضية التسمم بمبيد حشري تم رشه في إحدى غرف الفندق.