رحل، يوم الأربعاء، الفنان التشكيلي والكاتب المغربي عفيف بناني، عن عمر ناهز 82 عامًا، في منزله بالعاصمة الرباط، وجرى تشييع جثمانه عقب صلاة العصر ودفن في مقبرة الشهداء.
وترك بناني خلفه إرثًا فنيًا وثقافيًا زاخرًا، تجلى عبر إبداعه في مجال الفنون التشكيلية، وإسهاماته القيّمة في التأليف عنها، فضلًا عن دوره البارز في تنظيم المعارض وإثراء المشهد الفني.
ويُعدّ الراحل عفيف بناني أحد رواد الفنون التشكيلية في المغرب، إذ انطوت أعماله على رموز عميقة تُجسد معاني القوة، والتوازن، وتستحضر عبق الحضارة المغربية، في حين تنطلق مضامينها برسائل السلام، والطمأنينة، والسمو الروحي، ما منحها بعدًا إنسانيًا وجماليًا فريدًا، بحسب صحف محلية.
وأحدث الراحل نقلة نوعية في مجال تنظيم المعارض الفنية، إذ شكل حضوره علامة فارقة في المشهد التشكيلي المغربي والإقليمي.
فمنذ انطلاق مسيرته عام 1992، قدم أعماله في أكثر من 65 معرضًا، داخل المغرب وخارجه، شملت دولًا عدة منها فرنسا، وألمانيا، والإمارات، وإسبانيا، وسويسرا، والعراق، ما رسخ مكانته كأحد الوجوه البارزة في التعبير التشكيلي المعاصر.
وتميز الراحل بناني بحضور فاعل ومسار مهني حافل، إذ شغل منصب مدير تنظيم المعارض الدولية بمكتب التسويق والتصدير (OCE) على مدار 17 عامًا، من عام 1982 إلى 1999، مسهمًا في تعزيز الحضور الفني المغربي في الفضاءات الدولية.
وانتُخب بناني نائبًا لرئيس نقابة الأدباء والباحثين المغربة تتويجًا لعطائه الثقافي والفكري في عام 2009، كما تقلد مهمة المفوض العام لأول مهرجان يُنظم في مدينة الرباط، ومفوض المعرض الدولي لليوم العالمي للمرأة في عام 2015.
وحصل على الدبلوم من الفيدرالية الوطنية للثقافة الفرنسية، تقديرا لإسهاماته في التراث الفني لعصره في عام 2000، فيما نال في عام 2004 الميدالية الأوروبية للفنون التشكيلية عن عمل بعنوان "قصبة تينزولين".
وحصد في عام 2010 جائزة "اللوحة الذهبية" عن عمل بعنوان "المدرسة البوعنانية بفاس"، وحصل في عام 2013 على ميدالية من أكاديمية الفنون والعلوم والآداب بفرنسا.
أما إسهاماته في تأليف الكتب عن الفنون التشكيلية، للراحل عفيف بناني 3 مؤلفات، الأولى بعنوان "الرسم من القرن التاسع عشر إلى 1945"، و"معجم الفنون التشكيلية" الصادر في 2010، و"تأملات تشكيلية" في عام 2013.