منذ طرحه قبل أيام، ومسلسل "رجل في مواجهة طفل" يتصدر اهتمام جمهور منصة "نتفليكس" حول العالم نظراً للشعبية التي يتمتع بها بطله الممثل البريطاني روان أتكينسون الشهير باسم أشهر شخصية قدمها وهي "مستر بين".
وزاد من الاهتمام الجماهيري بالعمل أنه يشتغل على نفس "ثيمة" مسلسله السابق "رجل في مواجهة نحلة"، ما جعل البعض ينظر إليه وكأنه موسم جديد من عمل سبق أن حقق نجاحاً واسعاً وهو يروي قصة حارس عقار فاخر يمضي أعياد الميلاد وحيداً في مهمة عمل مؤقتة وطارئة، لكنه يدمر محتويات المنزل وهو يطارد نحلة مزعجة.
واتسم "رجل في مواجهة طفل" بالإيقاع السريع والخلو التام من الثرثرة أو الإطالة، فهو يقع في 4 حلقات فقط، لا تزيد مدة الواحدة منها عن 30 دقيقة، لكن ميزته الكبرى تتركز في حالة التعاطف الإنساني الذي تثيره المواقف الضاحكة التي تعتمد على مفارقات وكوميديا الموقف.
تريفور بينغلي أب فاشل ومطلق، في أواخر الستين من العمر، ينتظر ابنته وأمها كي يقضيا معه عطلة عيد الميلاد، لكن الصديق الحميم الذي ارتبطت به الأم يقدم لهما عرضاً أفضل بعد أن حجز لثلاثتهم في جزيرة ساحرة، كما تكفل بدفع مصروفات الجامعة الباهظة للابنة، ما يعمّق مشاعر تريفور بالخيبة والإحباط.
ينتهي عمله في مدرسة قريبة من قريته، لكنه يتلقى عرضاً في اللحظة الأخيرة للسفر إلى العاصمة لندن كي يحل بديلاً لحارسة منزل فاخر وشاسع في عطلة عيد الميلاد، بمقابل مادي مرتفع للغاية، فتنتعش آماله ويقبل العرض على الفور.
تنبع العقدة الدرامية من عثوره على طفل، مجهول الهوية، ترك وحيداً في المدرسة، حيث تفشل جميع جهوده في تسليمه للسلطات، مثل الرعاية الاجتماعية أو حتى الشرطة، بسبب حتمية تحركه سريعاً وبشكل فوري لاستلام مهمة العمل الجديدة.
وعبر سلسلة لا تنتهي من المفارقات والأزمات والمصادفات الكوميدية، يقضي البطل فترة عمله بصحبة الطفل الرضيع المشاغب الذي لم يكمل عامه الأول، لكنه يمتلك حضوراً آسراً على الشاشة.
ولم يقلل من حضور الطفل الرائع اعتراف صناع العمل بأنهم لجأوا إلى تقنية الذكاء الاصطناعي في بعض المشاهد لتوليد حركاته الخطرة وتعبيراته وجهه.
وتعمّق الحس الإنساني في المسسل من خلال قصص مثيرة للتعاطف عن الفقر والوحدة وتبدل الأحوال من الثراء إلى شغف العيش، عاشها بعض جيران المنزل الفاخر الذي يحرسه بينغلي، فضلاً عن الزوجين الشابين اللذين يختبآن في قبو المنزل لأنهما لا يقدران على دفع تكلفة مسكن بالإيجار.