تسبب القرار رقم 121/ص، الصادر عن رئيس اتحاد التشكيليين السوريين محمد صبحي السيد يحيى، بتاريخ 6 يوليو 2025، والقاضي بقبول "جميع طلبات الزملاء الراغبين بتعديل العضوية من متمرن إلى أصيل، دون التقيد بسنة الانتساب"، بموجة غضب بين الفنانين السوريين، وانتقادات شديدة وجهوها عبر السوشال ميديا، معتبرين أنه "خطأ استراتيجي"، ينال من مكانة الفنون في سوريا.
وعلقت الفنانة سيماف حسين على القرار بالقول "معقول هاد الكلام يا أستاذ، سيصبح الاتحاد مثل سوق الجمعة، شي بتقبلوا دون حد أدنى للتعليم، ثانوية.. وشوي، شوربة التعديل لمين ما كان".
فيما كتب الفنان عبد الحميد فياض قائلًا "هدف استباقي لتكوين كتلة انتخابية مؤيدة.. وهو إقرار بعدم تمكنهم من خوض انتخابات، لن تكون لصالحهم".
من جانبه، كتب الفنان جورج فرنسيس، تعليقًا على القرار "ما زالت الأخطاء التنظيمية تتواصل.. زملاءنا لا يحق لكم تجاوز الهيئة العامة وتخطي النظام الداخلي بأي ذريعة كانت؟".
ويقضي النظام الداخلي لاتحاد الفنانين التشكيليين، بأن يمضي خريج كلية الفنون الجميلة، سنتين كعضو متدرب، ثم يتم ترفيعه إلى عضو أصيل، بينما يخضع خريجو المعاهد الفنية لاختبارات عملية بعد سنتين، يقدمون أعمالًا ويقيمون معرضًا عن طريق لجنة مختصة، إذ يتم قبول المبدعين منهم.
الفنان جورج عشي، أمين سر اتحاد التشكيليين السوريين، قال لـ"إرم نيوز""إن القرار محاولة لإشراك كافة الفنانين، الذين لم يفتح المجال لهم بسبب انتماءاتهم السياسية، ولجعل الاتحاد لجميع الموهوبين دون استثناء".
وتسود في الوسط التشكيلي السوري، حالة من العزلة والإحباط، حيث أكد لنا عدة فنانين وفنانات عدم موافقتهم على مجمل ما يجري في اتحاد التشكيليين السوريين، لكنهم أبدوا تخوفهم من التصريح العلني بذلك، بسبب الأوضاع العامة في البلد، واحتمال انعكاس ذلك سلبيًّا عليهم.
وكان رئيس اتحاد التشكيليين الحالي، محمد صبحي السيد يحيى، تعرض لانتقادات شديدة، بسبب تعيينه بقرار سياسي، مكان رئيس الاتحاد السابق عرفان أبي الشامات المنتخب عام 2021، وقيامه شخصيًّا بإعلان توليه المنصب عبر فيديو نشره على صفحته الشخصية.
وإثر ذلك، أصدر "تجمع التشكيليين السوريين المستقلين"، الذي تأسس عام 2011، لدعم الثورة السورية، بيانًا، استنكر فيه أسلوب تعيين محمد صبحي السيد يحيى، رئيسًا للاتحاد، مطالبًا بالمحافظة على الأسلوب الديمقراطي في الانتخاب ورافضًا هذا التعيين. ونشر البيان الفنان منير الشعراني على صفحته الشخصية داعيًا لحملة توقيع عليه.
ويبدو أن الحركة الفنية في سوريا، تواجه أسئلة وجودية، خاصة في جانب الفنون التصويرية التشخيصية، مثل: رسم المرأة، والشخصيات، عدا عن المواجهة الكبيرة مع فن النحت، الذي تفيد مصادر خاصة بـ"إرم نيوز"، بأنه قد يغيب نهائيًّا عن المشهد في المرحلة المقبلة.
