غارات إسرائيلية على محيط مدينة الهرمل شرقي لبنان

logo
منوعات

غضب واسع بعد تحويل معبد يمني مجلساً لتعاطي القات (فيديو)

معبد "أوام" في اليمن المصدر: الإعلام اليمني

أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، الخميس، موجة غضب وصدمة في الأوساط اليمنية، بعد أن أظهر نقشًا أثريًا بمعبد "أوام" بمحافظة مأرب، وهو ملقى على الأرض، ويُستخدم متكأ خلال جلسة لمضغ القات.

واعتبر مثقفون يمنيون الواقعة امتدادا لما وصفوها بحالة الإهمال والتخريب والنهب التي تتعرض لها الآثار في اليمن.

ومعبد "أوام" بشمال شرقي اليمن هو أحد أهم معالم مملكة "سبأ" القديمة، وأكبر معبد في الجزيرة العربية.

ويعود تاريخ تشييد المعبد الذي يطلق عليه أيضا اسم "محرم بلقيس" إلى 3 آلاف عام، بحسب "رويترز".

وأجرى باحثون أمريكيون عمليات حفر بالموقع منذ عام 1951، وجرى استخراج ما يقارب 300 منحوتة صخرية لرسومات بلغة مملكة سبأ (لغة اليمن القديمة) ودراستها.

ولهذه الصخور أهمية كبيرة، إذ إنها تؤرخ للحروب والاتفاقات التجارية واتفاقات السلام والعلاقات الخارجية لمملكة سبأ مع بقية الممالك آنذاك.

من جهته، قال مندوب اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إنه لا توجد مواقع مسجلة على قائمة التراث العالمي تتعرض للإهمال والعبث والإهانة، كما هو حال مواقع التراث العالمي في اليمن.

وقال السفير محمد جميح، الخميس: "ما حدث في معبد أوام من استهتار وإهمال من تعاطي القات ما كان ينبغي أن يحدث، فآثار مملكة سبأ التي أدرجت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي مطلع عام 2023 مفتوحة ويدخلها العابثون دون رقابة أو محاسبة ".

وأشار إلى أن المعبد الذي يقع بالقرب من مدينة مأرب وعلى بعد 120 كيلومترا من مدينة صنعاء، لم يتعرض للضرر بسبب الحرب أو المعارك، لكنه يتعرض للنهب والتخريب والإهمال في ظل تركه دون حراسة أمنية.

وأكد أن إدراج مواقع يمنية على قائمة اليونسكو للتراث العالمي يلزم السلطات بحماية هذه الآثار ووقف مثل هذه الممارسات.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أدرجت في أواخر يناير/كانون الثاني 2023 معالم مملكة سبأ القديمة في مأرب على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.

وسبق أن أدرجت المنظمة في مطلع ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي مدن شبام حضرموت القديمة المسورة، وصنعاء القديمة، وزبيد التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي. وفي السنوات العشر الأخيرة أدرجت هذه المدن في قائمة التراث المهدد بالخطر.

قصور في الوعي

من جانبه، قال عبد الله محسن الباحث اليمني المتخصص في الآثار اليمنية، إنه لا يستغرب ما ظهر في الفيديو من استخدام بعض زوار معبد أوام للأحجار المنقوشة للاتكاء أثناء مضغ القات، معتبراً أن هذه ليست المرة الأولى، وسبق وأقيمت حفلات تصوير لخريجي جامعات في ذات المعبد.

واعتبر أحمد الأغبري، الصحفي والكاتب المهتم بتراث اليمن الثقافي وتاريخه السياسي، ما حدث "نتاج قصور في الوعي الثقافي المجتمعي بقيمة الآثار كأدلة ووثائق تاريخيه تسند السردية اليمنية لتاريخ البلد".

وأكد أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق بالدولة ابتداء بالسلطة المحلية ومكاتب الثقافة والآثار وسلطات الأمن باعتبارها المعنية بحماية المواقع الأثرية.

بدوره، قال عبد الحميد صالح أحد المقيمين في مأرب، إن الواقعة تكشف الوضع المأساوي الذي تعيشه المواقع الأثرية في اليمن، من إهمال وعبث وتخريب.

والقات نبات ينمو في المناطق المرتفعة، ويوجد منه ما لا يقل عن 100 نوع، وأكثر الطرق شيوعا لاستهلاكه هو مضغ الأوراق الطازجة في جلسات تسمى "المقيل" أو "المفرج".

وفي الريف اليمني، يمضغ المزارعون القات خلال عملهم بغرض زيادة النشاط وتبديد الشعور بالجوع.

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC