توجت الزفّة العربية التقليدية، بتفاصيلها المعروفة، من حناء وموكب سيارات، شعبيتها في العالم العربي بإدراجها على قائمة أممية للتراث الإنساني بعدما صمدت في وجه مظاهر الزفاف المعاصرة.
وتفضّل كثير من العرائس في عدة دول عربية، إقامة حفل الحنّاء والانتقال في موكب السيارات الصاخب حتى في عهد صالات الزفاف الواسعة، والحفل الغنائي المصاحب وقالب الكيك الكبير، وفقرات احتفالية معاصرة ومبتكرة كثيرة أخرى.
وقادت تلك المكانة للزفّة العربية التقليدية، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لإدراجها على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية.
وشاركت سبع دول عربية وهي "الإمارات والعراق وجيبوتي وجزر القمر والأردن وموريتانيا والصومال"، في تقديم ملف الزفة لليونسكو لإدراجه في قائمتها حفاظاً عليها من الاندثار وللتشجيع على دعمها.
ومع ذلك، تنتشر كثير من تفاصيل الزفة التقليدية في دول عربية أخرى يتشارك عرسانها طقوسا مختلفة يعود بعضها لحقب تاريخية بعيدة.
وتُعتبر الحنّاء من أبرز طقوس الزفّة، حيث توضع الحنّاء على كفوف العروس وعلى قدميها وترتدي الأزياء التقليدية، كما تُجّهز ملابس ومجوهرات وزينة تراثية خاصة لكل من العروس والعريس.
وتحضر في الزفة التقليدية أيضاً، الدبكة الشعبية مع عازف المزمار وضارب الطبل أو الدف، والزغاريد، والأهازيج التي تمدح العروسين، وحمل العريس على الأكتاف.
كما تشكّل الزفّة التقليدية حفلاً متكاملاً يكتفي فيه كثير من الأزواج لدوافع اقتصادية، مثل عدم القدرة على دفع تكاليف حفل في الصالة، أو للاستفادة من تلك التكاليف في توفير متطلبات لمنزل الزوجية، وحتى السفر بتلك المصاريف لقضاء شهر عسل خارجي.
ورغم تراجع بعض مظاهر الزفة التقليدية في المدن الكبرى، لم تختفِ كلها حتى في عهد الشقق الصغيرة التي لا تتسع لكل المدعوين في الحفلات التي تسبق الزفاف الرئيس.
بينما تحافظ حفلات الزفاف التقليدية على طقوس أكثر في الأرياف التي لا تزال للتقاليد الشعبية مكانة كبيرة في نفوس سكانها، حيث يتجمع الرجال حول العريس وتنشغل النساء بتجهيز كل متطلبات العروس في حفل زفافها وحتى في حياتها الزوجية المقبلة.
وأُدرجت "الزفّة" التقليدية في المنظمة الدولية خلال اجتماعات الدورة الـ 20 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث اللامادي، والتي عُقدت قبل عدة أيام في نيودلهي بالهند.