في خطوة علمية تُبشّر بحماية الأفراد من جرائم "تخدير الضحايا"، طوّر باحثون من المعهد الكوري لبحوث التكنولوجيا الحيوية وشمًا مؤقتًا قادرًا على كشف وجود مواد مخدّرة في المشروبات، وذلك خلال ثانية واحدة فقط من ملامسة السائل.
ويمكن للوشم، الذي يشبه رسومات الزينة المؤقتة، أن يتحول من اللون الأصفر إلى الأحمر عند ملامسته لمادة "GHB" (غاما هيدروكسي بيوتيرات)، إحدى أكثر المخدرات استخدامًا في حوادث الاعتداء الجنسي المرتبطة بتخدير الضحية.
يعتمد الوشم على طبقة رقيقة من البلاستيك تحمل رسومات، تُغلّف بمادة هلامية تحتوي على مستقبلات كيميائية تتفاعل مع المادة المخدّرة. وعند ملامسة نقطة صغيرة من المشروب المشتبه به للوشم، يتغير لونه فورًا إذا ما احتوى على GHB – دون الحاجة لأي أدوات أو انتظار.
وبحسب التجارب، أثبت الوشم فعاليته مع مشروبات متعددة مثل الويسكي، الفودكا، البيرة، السوجو، وحتى القهوة، وتمكن من كشف وجود المخدر حتى في تركيزات منخفضة جدًا.
الميزة الأبرز لهذا الابتكار هي سهولة الاستخدام وسرعة الاستجابة، إلى جانب كونه غير لافت للنظر، على عكس شرائط الاختبار التقليدية أو الأجهزة الأخرى، التي تتطلب خطوات متعددة وربما تُثير الشكوك.
وأوضح الفريق البحثي أن "هذا الابتكار يمثل خطوة وقائية فعّالة ومتاحة للجميع، تعزز السلامة الشخصية وتمنح الأفراد الشعور بالسيطرة والوعي في البيئات عالية الخطورة".
واللافت أن الوشم يُظهر النتيجة الإيجابية لمدة قد تصل إلى 30 يومًا، ما يجعله أداة محتملة لتوثيق الأدلة عند الحاجة.
حتى الآن، لم يُكشف عن سعر الوشم أو موعد طرحه في الأسواق، لكن الباحثين أكدوا أنه سهل التصنيع وغير مكلف، ويتوقع أن يتوفر تجاريًا قريبًا.
يُذكر أن حوادث تخدير المشروبات تؤثر على نحو واحدة من كل عشر نساء، وواحد من كل عشرين رجلاً، وفقًا لإحصائيات منظمة "Rape Crisis"، التي أشارت أيضًا إلى أن 40% من الضحايا لا يثقون بأن الشرطة ستصدق روايتهم عند التبليغ.
ومع أن "GHB" عديم اللون والطعم والرائحة، بحسب الخبراء، إلا أن هذا الابتكار الجديد قد يشكّل تحولًا كبيرًا في كيفية حماية الأفراد لأنفسهم في الحفلات والمناسبات الاجتماعية.