ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
ظلت الحرب من الموضوعات الأساسية في الأدب العالمي باعتبارها تكشف عن الجانب المظلم في حياة البشر، باستثناء المشروع منها دفاعاً عن النفس.
ولم يكن الشعر العربي استثناء في هذا السياق، فقد حذّر فرسان القصيدة من الدم والدمار وإزهاق الأرواح، عبر مختلف الأجيال والمدارس الفنية، لكنهم أكدوا كذلك على أن الحب هو الترياق الوحيد لسموم الكراهية التي تعد الحرب صورتها الأكثر قبحاً وفجاجة.
وتحت عنوان "الرجل الذي لم يمت في الحرب الأخيرة"، يرسم الشاعر اللبناني شوقي بزيع صورة قاتمة للموت والخراب على لسان أحد الناجين من جنون القتل. يقول بزيع على لسان هذا الناجي:
"أبصرُ شمساً محطّمة وقُرى تُمحى
وقلباً يُرفرفُ كالرّاية المظلمة
وأرى الشيءَ يمشي إلى عكْسهِ، الضدَّ يمشي إلى ضدّهِ
وأرى كيف تكون الأكُفُّ محاربة والأصابِعُ مُستسلمة"
ويحذّر الشاعر المصري جمال القصاص من قدرة الحروب على امتصاص الوعي والذاكرة وطاقة الحب من أعماق النفس البشرية، متسائلاً:
ماذا تفعل هذه الحرب بي؟
عيناي تعبتا
كل يوم أضع قلبي على الطاولة أنتظر ..
تحت أي جدار سيصحو الزمن؟
لا شيء حولي، ذاكرتي مشوشة
وأحلامي مشدودة لصخرة لا ظلّ لها
كيف أنظف موتي، أجعله رقيقاً مثل زبدة الكاكاو؟
أما الشاعر المغربي محمد بنيس، فيبدي تعاطفاً لافتاً من ضحايا الحروب من القتلى الذين يرى، بعين الخيال الشاعري، أنهم يعانون الوحدة والبرودة في جوف الأرض، وسيتحولون إلى وردة تنبت في التربة على وقع دموع ذويهم.
يقول بنيس في قصيدة: "أرض بدماء كثيرة":
"الأرْضُ هنا تتذكّرُ قتْلاهَا
وتسيرُ بهمْ من حُلم الأرْضِ إلى أرْضِ الحُلمِ
صرْختُهم أبْعدُ من ليْل الموْتِ، طيورٌ تحْملُهمْ
فانْزعْ عنهُمْ يا صمْتُ بُرودة وحْدتِهمْ
واتْرُكْ في أقصى الدمْعة ورْدتَهُمْ تنْمو
وزّعْ نجَماتِ البحْرِ عليْهمْ
واسْهرْ قُربَ الأمْواجِ لكي لا يسْرقهَا أحدٌ
بجَناحيْكَ احْضُنْهمْ في أُفُقٍ يتجدّدُ،
واجْعلْ منْ صرْختِهِمْ ظلاًّ يمْشي
ويوسّعُ شوقَ الأرْضِ إلى أبناءِ الأرْضْ"
وتحت عنوان لافت هو "نحب ما دمنا نعيش" يؤكد الشاعر السوري ياسر الأطرش، أن الحب أقوى من القنابل، وأن الغناء يتفوق على هدير المدافع قائلا:
"سنحبُّ ما دمنا نعيشْ
ونعيش ما دمنا نُحبُّ
وأنا أحبكِ حين كان البحر مجتمعاً، وحين انشقّتِ الأنهارُ عنّي
وأنا أحبكِ حين يضحك ياسمينٌ في دمشقَ،
وحين تهطل فوق بغداد القنابلْ
بغداد منكِ وأنتِ مِنّي، فلنحاولْ أن نُغنّي
كي يظلَّ غناؤنا معنا يقاتل"
وتصف الشاعرة الكويتية سعاد الصباح في قصيدتها " القصيدة السوداء" الأثر المدمر للحروب على روح وتماسك البشر قائلة:
"كم غيّرتْني الحربُ يا صديقي
كم غيّرَتْ طبيعتي وغيّرتْ أُنوثَتي، وبعثرَتْ في داخلي الأشياءْ
فلا الحوارُ ممكنٌ، ولا الصُّراخُ ممكنٌ، ولا الجنونُ ممكنٌ
فنحنُ محبوسانِ في قارورة البكاءْ
ما عدتُ بعد الحربِ، أدري من أنا؟"