تعددت الجوائز وصور التكريم العالمية والعربية التي حصدها الفيلم اللبناني "آخر واحد" للمخرج كريم الرحباني، والتي كان آخرها فوزه بجائزتي "الجمهور" و"أفضل فيلم" في "المهرجان الدولي للفيلم بجامعة نوتردام".
وسبق أن حصد العمل 8 جوائز متنوعة بمهرجانات سينمائية متخصصة في الأفلام القصيرة بهولندا وأرمينيا ومصر والجزائر والبحرين، فضلًا عن مشاركته في المسابقة الرسمية بالمهرجان الفرنسي "كليرمون فيران للفيلم القصير" والذي يعد الأعرق من نوعه على مستوى العالم.

ويتميز الفيلم بلغة بصرية مرهفة وسرد شاعري عبر 20 دقيقة لقصة مسن في الثمانين من العمر يدعى "توفيق"، يتمسك بحب الحياة مستجيبًا لتحريض صديق شاب له ينصحه بالتعرف على الجنس الآخر وفتح نافذة للتواصل العاطفي مع النساء.
تنطوي تلك الفكرة على مفارقة لافتة، فقد اعتاد أغلب المسنين في الثقافة العربية أن يعتبروا بلوغهم مثل هذه المرحلة العمرية بمثابة إعلان صريح بانتهاء علاقتهم بالحياة عمومًا، وأنهم لم يعد أمامهم سوى الجلوس في صمت وكآبة، في انتظار أن تطرق النهاية بابهم.
يقدم الفيلم نموذجًا مختلفًا لعجوز انفطر قلبه لوفاة آخر أصدقائه، وبينما هو غارق في الحزن يتعرف بطريق الخطأ على سيدة جميلة تعيده إلى سنوات الحب والشغف، فيقدم على مغامرة محفوفة بالمخاطر عبر دخول عالم تطبيقات المواعدة.
لا تقف قراءة الفيلم ورصد دلالته عند المستوى الواقعي المباشر، فهناك أيضًا المستوى الرمزي للعمل الذي يشير لبنان نفسه كبلد تكالبت عليه الهموم وتحيطه عوامل اليأس والإحباط من كل جانب، لكن حيوية روحه الكامنة وعمق جوهره الأصيل، حضاريًا وتاريخيًا، يجعلانه ينهض بقوة من جديد.
