أثارت مقاطع مرئية متداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي جدلًا واسعاً في المغرب، بعدما وثقت تنظيم عدد من الرجال والنساء لاحتفالات بمناسبة حصولهم على الطلاق.
وتُظهر المقاطع مشاهد احتفالية أقيمت بعد الانفصال الرسمي بين الزوجين، باستخدام الكعكة السوداء ورقصة الانفصال للتعبير عن الانطلاقة الجديدة.
فيما اعتبره كثيرون ظاهرة اجتماعية جديدة ومثيرة للانتباه، تكسر الصورة النمطية للطلاق بوصفه حدثًا مؤلمًا ومحزنًا، وتستبدلها بنهاية "احتفالية" تفضح مشاعر التحرر والانعتاق لدى بعض المطلقين والمطلقات.
وانقسمت آراء المعلقين، بين من رأى في هذه الحفلات شكلاً من أشكال التعبير الشخصي عن تجاوز تجربة فاشلة، وإعلاناً لبداية حياة جديدة، وبين من عدها استخفافًا بمؤسسة الزواج وتطبيعًا مع الانفصال، بما قد يُسهم في تفكيك مزيد من الروابط الأسرية في المجتمع.
من جهته، علّق فؤاد بلمير، الأستاذ والباحث في علم الاجتماع في تصريحات إعلامية تعقيبًا على حالات الاحتفال بوقوع الطلاق، قائلًا إنها ظاهرة تمثل تحولًا ثقافيًا واجتماعيًا عميقًا، لافتًا إلى أن تظاهرات الاحتفال غير مفاهيم الطلاق من كونه حدثًا حزينًا بالنسبة للمرأة في المجتمع المغربي إلى صياغته كفرصة للتحرر وإعادة بناء الذات.
وأشار إلى أنه ليس بالضرورة النظر إلى الظاهرة من منطلق تعبير المطلقات عن سعادتهن، مرجحًا احتمالية أن تكون نابعة من الرغبة في إخفاء الألم أمام جموع الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا ارتباط الظاهرة الحديثة بعادات وموروثات مجتمعية مغربية قديمة في بعض المناطق بالمغرب.
وبحسب وسائل إعلام مغربية، فإن هذه الظاهرة تأتي في سياق تحولات اجتماعية أوسع يشهدها المغرب، حيث باتت قضايا الزواج والطلاق تخضع لقراءات جديدة، ترتبط بالتحرر الفردي والتعبير عن الذات، وتتناولها منصات التواصل كمساحات مفتوحة للنقاش والانتقاد والسخرية على حد سواء.
كما يُشار إلى أن الفنانة المغربية "ديجي مها" كانت أبرز النساء المغربيات المُحتفلات بوقوع الطلاق بين أزواجهن، بأن حولت لحظة طلاقها إلى مناسبة علنية مزينة بالأضواء، بعد تنظيمها حفلًا فاخرًا بمناسبة طلاقها من زوجها الثاني، وسط الزغاريد والرقص والغناء، على متن يخت فخم، في حفل حضره عدد من صديقاتها، لمشاركتها الحدث السعيد بالنسبة لها.
وأثارت الفنانة ديجي مها موجة جدل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، بتنظيمها حفلاً فخماً للاحتفال بطلاقها، وقوبلت الخطوة بانتقادات جماهيرية واسعة، كون الاحتفال بوقوع الطلاق جاء بعد أشهر من إنجابها توأمًا، ما عدته آراء إعلامية دعوة لهدم القيم الأسرية دون الحفاظ على العلاقات الزوجية.