شرعت فرق الإنتاج التركية في تصوير المشاهد الأولى من المسلسل التاريخي "الخليفة" داخل عدد من المدن المغربية، في مقدمتها ورزازات ومراكش وفاس، مستفيدة من البنية التحتية المتقدمة التي راكمها المغرب في مجال الإنتاج السمعي البصري.
ويقوم النجم التركي كنان إميرزالي أوغلو بدور البطولة، مجسدًا شخصية الخليفة الحاكم، في عمل يجمع بين الدراما السياسية والإثارة التاريخية. ويرتقب أن يُعرض المسلسل في سبتمبر/أيلول المقبل على قناة "Show TV".
واختيار المغرب كموقع رئيسي للتصوير جاء نتيجة تنوّع معالمه الطبيعية والمعمارية، ما يتيح تجسيد أزمنة تاريخية بدقة عالية.
وقد تم تصوير مشاهد بارزة داخل قصر الباهية بمراكش وأسوار الصويرة وقصور فاس العتيقة، وسط تنسيق تقني مع السلطات المحلية وشركات مغربية متخصصة.
وبحسب مصادر مقربة من طاقم العمل، استعان فريق المسلسل بكفاءات مغربية في المؤثرات البصرية وتصميم الأزياء، من بينها مصممة الأزياء سكينة الإدريسي، ما أضفى على العمل طابعًا محليًا يعزز صدقيته.
كما استخدمت معدات تصوير متقدمة أبرزها كاميرات بدقة 8K ولقطات جوية بالدرون، لإضفاء بعد سينمائي على المشاهد.
ويضم طاقم المسلسل أيضًا ميرفي بولغور في دور السيدة زبيدة، وتوبا بويوكستون بدور الأميرة المنفية، بينما يؤدي محمد أوزان دولوناي شخصية قائد الحرس، ويجسد بيركان سوكولو دور الوزير الأول؛ وأما الحضور المغربي، فيمثله الفنان ربيع القاطي في دور قائد عسكري محلي.
المشروع، الذي حظي بدعم لوجستي وتنظيمي من الجانب المغربي، يُنظر إليه كترجمة لتحالف فني وتقني بين الرباط وأنقرة، في ظل تصاعد الشراكات الثقافية والإنتاجية بين الجانبين.
وقد أشار موقع "TRT Haber" إلى أن عمليات التصوير أسهمت في تنشيط الاقتصاد المحلي، خاصة في ورزازات ومراكش، من خلال تشغيل الفنادق والاستوديوهات والمرافق الخدمية.
وتباينت الآراء حول الإنتاج؛ فبينما رحّب كثيرون باعتبار المسلسل فرصة لتعزيز صورة المغرب كوجهة للإنتاج العالمي، دعا آخرون إلى ضرورة الحفاظ على التوازن مع الهوية الثقافية المحلية، وعدم الاكتفاء بدور "الديكور الطبيعي" في أعمال أجنبية.
