يواصل مشروع "نوستالجيا" المغربي، الذي أطلقته وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالتعاون مع الأستديوهات العالمية بمدينة "ورزازات"، دوره البارز في إعادة اكتشاف روائع الحضارة المغربية عبر العروض المسرحية والفنية التي تنطلق في رحاب المواقع الأثرية التاريخية.
وانطلق، مساء أمس الخميس، الموسم الثالث من المشروع بعرض جمع بين الإبهار والمضون الفكري حمل عنوان "روح شالة" في إشارة إلى السمات الفريدة لموقع "شالة" الأثري بمدينة الرباط والذي احتضن العرض عبر فضاءات مفتوحة أثارت تفاعل الجمهور.
وأبرز العرض خصوصية "شالة" كمنطقة تضرب بعمق في طبقات التاريخ بداية من القرن الخامس قبل الميلاد، مما أكسبها هوية متعددة الملامح وتتميز بالثراء والتنوع.
يجمع العمل بين الغناء والمعارك والسرد الدرامي التاريخي على نحو يمزج بين التوثيق والمتعة الفنية في أجواء تعكس سحر التاريخ وعبق الحضارات، حيث لم يكن غريباً أن تباع تذاكر العرض بالكامل بمجرد الإعلان عن الحدث بعد أن تحول "نوستالجيا" إلى مبادرة محببة عنوانها الثقافة والترفيه معاً.
وشهدت الدورة الأولى من "نوستالجيا" والتي نُظمت، في صيف 2023، بموقع "شالة" حضوراً لافتاً تجاوز الـ20 ألف شخص، كما انتقلت فعاليات المهرجان، لاحقاً، إلى عدد من المواقع الأثرية المغربية الأخرى بما في ذلك: قصر "الباهية" وقصر "البديع" بمراكش، وساحة "وطاء الحمام" وفضاءات "القصبة" الأثرية، ومسرح الهواء الطلق في شفشاون، ومغارة "هرقل" غرب مدينة طنجة.
ويعد موقع شالة الأثري الذي تعاقب عليه عدد من الحضارات، أحد أهم المواقع التاريخية في الرباط التي تختزن أسوارها صفحات مهمة من تاريخ المملكة؛ إذ يضم آثاراً رومانية، وفينيقية، وإسلامية، يعود بعضها إلى قرون ما قبل الميلاد، كما يأخذ الموقع زواره في رحلة تجمع بين سحر المكان ومناظره الطبيعية، فيما صنفته منظمة "اليونسكو"، في العام 2012، ضمن قائمة التراث العالمي.
