كشفت التحقيقات الأولية في حريق مروع اندلع في مبنى مكون من 26 طابقاً في أنقرة، وخلف وفيات وإصابات، أن حارس المبنى الذي لقي حتفه في الحادثة، صعد لتحذير السكان من النار والدخان.
ولقي الحارس "محرم جيتينكايا" (63 عاماً) مصرعه مع امرأة وطفلها الرضيع، وأصيب 39 شخصاً آخرون، مساء السبت، عندما شبَّ الحريق في المبنى الشاهق دون أن يعمل نظام الإنذار لتحذير القاطنين.
وقالت وسائل إعلام تركية، إن حارس المبنى الشجاع توفيَّ متأثراً باستنشاق كميات كبيرة من دخان الحريق بعدما استخدم المصعد لتحذير السكان من النار التي اشتعلت في الطابق الرابع.
ومثَّل إبلاغ السكان بالحريق أبرز التحديات في الحادثة، بسبب ارتفاع المبنى وعدد شققه الكبير، وعدم إدراك كثير منهم أن النار مشتعلة في الطابق الرابع لحين وصول الدخان بكميات كبيرة لشققهم ومحاصرتهم.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو من مكان الحريق، رجال الإطفاء وهم يحاولون إخماده، بينما تنقل فرق الإسعاف المصابين الذي تضرروا من الدخان بشكل رئيس وليس من النار، وسط خوف وبكاء الناجين.
وشهد تشييع جيتينكايا، مشاركة كبيرة من أقاربه وأصدقائه وجيرانه، وسبق دفنه الكثير من عبارات الثناء على شجاعته ووفائه.
وتحقق الفرق المختصة في سبب اندلاع الحريق المروع، وعدم تفعيل نظام الإنذار، في حين واجه رجال الإطفاء صعوبة شديدة في إخماده، وأسهمت كثافة الدخان في حدوث العديد من حالات الاختناق.
وأوقفت الشرطة المقاول المسؤول عن المبنى، تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المقصرين والمخالفين لإجراءات السلامة.
وتشير النتيجة الأولية إلى أن الحريق اندلع بسبب ماس كهربائي، إثر استخدام أسلاك تمديدات كهربائية مخالفة للشروط.