دعا مركز لحقوق الإنسان في العراق، إلى إدراج اللهجة العراقية بكل فروعها الرئيسة والثانوية في المنهاج الدراسي لضمان حمايتها من الاندثار بفعل ثلاثة عوامل.
ويتميز العراق بلهجات متنوعة ومتقاربة إلى حد ما، أبرزها لهجة أهل بغداد في الوسط، ولهجة سكان الموصل في الشمال، واللهجة أهل الأنبار في الغرب، ولهجة أهل الجنوب، ولهجة سكان البصرة بالقرب من الكويت في أقصى الجنوب.
وقال المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، في بيان، إن هنالك 500 لهجة رئيسة وفرعية في العراق، تمثل تنوعاً في اللهجات يشكل ثروة وطنية ينبغي حمايتها من الاندثار.
وأوضح المركز العراقي غير الرسمي، أن اللهجات العراقية تواجه الاندثار بسبب العولمة والتغيرات الاجتماعية والتقنيات الحديثة، التي باتت تؤثر على اللغة المحكية.
وطالب المركز الحكومة وجميع الجهات المعنية في الدولة بدعم الجهود الثقافية والبحثية والتربوية التي تهدف إلى توثيق اللهجات المحلية وتدريسها ودراستها في السياق الأكاديمي.
ودعا المركز في البيان إلى دعم الأعمال الفنية والإعلامية التي تستخدم اللهجات العراقية الرئيسة والفرعية وتبرز جمالياتها.
كما طالب المركز إدراج مادة التراث اللساني ضمن المناهج الدراسية، ودعم المراكز البحثية في توثيق وتسجيل اللهجات.
ودعا إلى تشجيع الإعلام والفن على استخدام اللهجات المحلية بطرق تحفظ كرامتها وتنوعها، بالإضافة إلى تنظيم مهرجانات شعبية للهجات، تحفز الأجيال الجديدة على الفخر بتراثهم اللغوي.
وقال المركز إن حماية اللهجات العراقية جزء من صون الهوية الوطنية، وأن أهمية الحفاظ على اللهجات المحلية ترجع لكونها جزءا لا يتجزأ من الموروث الشعبي والهوية الثقافية للمجتمع العراقي، التي تعكس تنوعه الحضاري واللغوي العميق.
وأضاف المركز ان اللهجات العراقية تعد مرآةً لتاريخ طويل من التعدد الإثني والديني والمناطقي؛ إذ تُعبّر عن التنوع اللساني الذي شكّل النسيج الاجتماعي العراقي عبر العصور.
وأكد المركز أن الحفاظ على اللهجات هو حماية لذاكرة العراق الشفوية، وهوية مجتمعاته المحلية، وصورة من صور الانتماء الوطني التي لا تقل أهمية عن الرموز الرسمية.
وبجانب اللهجات العراقية الرئيسة، تتنوع اللهجات الفرعية من مدينة عراقية لأخرى ومن قرية لأخرى ضمن المنطقة ذاتها، وإن بفوارق صغيرة في اللفظ ونوع المفردات، في بلد مرت على أرضه حضارات عريقة منذ القدم.
وتتميز اللهجة العراقية باستخدام الحروف المفخمة في كثير من الأفعال والأسماء، وتُقلب فيها القاف كافاً ثقيلة، وتستمد بعض المفردات فيها جذورها من لغات أخرى مثل السريانية والتركية والفارسية والكردية والإنكليزية.