logo
منوعات

سحر وغموض.. "إرم نيوز" في مغاور جبال القلمون الشرقية بسوريا (صور)

سحر وغموض.. "إرم نيوز" في مغاور جبال القلمون الشرقية بسوريا (صور)
طريق الصعود إلى مغاور جبال القلمون الشرقية بسورياالمصدر: إرم نيوز
09 أغسطس 2025، 10:53 ص

بالتوجه إلى جبال القلمون الشرقية في سوريا، ستكتشف حكاية معتقة لمغاور قديمة على علوّ شاهق، يعود تاريخها إلى ما قبل ألف عام.

وبالانعطاف عن الطريق الدولي بين دمشق وحمص، مقابل مدينة النبك، يوجد طريق العرقوب، وذلك بعد قطع مسافة 15 كيلومترًا باتجاه الشرق، وبالتالي بلوغ جبل دير مار موسى الحبشي، الذي يطلّ برهبةٍ على البادية وطريق الحرير.

الدرج الحجري الصاعد إلى المغاور

تعد هذه آخر نقطة يمكن الوصول إليها بالسيارة، وثم يتوجب الترجّل لمتابعة الطريق مشيًا على الأقدام وخوض امتحان صعب أمام جغرافيا موحشة وقاسية ترتفع 1320 مترًا عن سطح البحر.

على قاصد تلك المغاور أن يبدأ بصعود الدرب الضيق بين الصخور، ليُفاجأ بدرج حجريّ طويل، يتسلق جسد الجبل، متحايلًا على الانحدارات الصعبة، باتجاه القمة، حيث تظهر من بعيد في الأعلى، أطلالُ أبنيةٍ وقناطر وأبواب مغاور، تزيد حماسه للاكتشاف.

الدرج الصاعد إلى المغاور

الدرج تم بناؤه حديثًا؛ ففي السابق كان زوار المكان، يتسلقون الجبل محفوفينَ بالمخاطر، نظرًا لضيق الطريق وانحداره القاسي على الوادي.

وأثناء الصعود، ثمة منحوتات على صخور ضخمة تم اكتشافها مصادفةً أثناء توسعة الطريق وبناء الدرج، فيما يبدو القاع متواضعًا وضئيلًا أمام احتمالات الاكتشاف في الصعود.

وهذه النقطة هي البداية التي جذبت النسّاك القدماء وأغرتهم للاستقرار في مغاور هذا الجبل الموحش والشاهق، منذ مئات السنين.

أخبار ذات علاقة

شرم الشيخ

شرم الشيخ.. وجهة الأحلام وبقعة استثنائية من الجغرافيا (صور)

وعلى قمم مواجهة يصعب الوصول إليها، تظهر أبواب لمغارات، حيث لا طريق يوصل إليها، سوى الحبال والتسلق الهادئ والخطير، لكن المعلومات عن مغارة "أهل الكهف" و"مقبرة النسّاك المجهولين"، تؤكد أن ما تم اكتشافه هنا، كبير جدًا.

مغاور يصعب التسلق إليها

في الردهة الواسعة، أمام دير مار موسى الحبشي، يقف راهبٌ يستقبل الزوار ويقدم لهم الماء، ويدعوهم للجلوس وشرب الشاي، لالتقاط الأنفاس؛ لأن اكتشاف المغاور في الأعلى، يتطلب جهدًا إضافيًا.

دير مار موسى الحبشي

يقول الراهب عن تاريخ الدير، إن "أشخاصًا كثيرين، يأتون إلى هنا، بهدف التأمل والانعزال والتمتع بالسكينة، داخل مغاور الجبل، واقتفاء أثر حياة النساك القدماء الذين ماتوا هنا".

ويضيف لـ"إرم نيوز": "عثرنا في عدة مغاور، على عظام بشرية لنساك قدماء مجهولين، ماتوا وحيدين في هذا المكان منذ مئات السنين، فجمعناها ودفناها في مقبرة خاصة ضمن مغارة واحدة".

باب مغارة أهل الكهف

المكان هنا واسع، والجدران رطبة، جعلها تتغلب على درجات الحرارة العالية في الصيف القائظ.

مغارة أهل الكهف

بإمكان أي شخص أن يحمل أغراضه ويأتي إلى هنا، كي يعيش التجربة عدة أيام، إن رغب، كما يؤكد الراهب الشاب، وهو يشير إلى أن بناء مدخل حجري للمغارة، كان من أجل هذا الهدف.

مغارة أهل الكهف

وعلى الجانب الآخر، تطل مغارات، يصعب الوصول إليها، وفي الجهة المقابلة، تبدو مقبرة النسّاك المجهولين، مليئة بالغموض والأسئلة.

أخبار ذات علاقة

حي بلاط

بلاط.. كيف أصبح الحي المحافظ وجهة مفضلة لسياح إسطنبول؟

وكانت قوافل طريق الحرير تمر من هنا، قبل أن تتابع طريقها باتجاه الجنوب نحو الأردن وفلسطين.

وأخيراً، لا يسمح غنى المكان، باكتشافه من زيارة واحدة، فعلى قمة الجبل المقابل تتموضع كنيسة قديمة يعود بناؤها لعام 1058 ميلادية، لكن الوصول إليها يتطلب تسلقًا صعبًا، لا يحتمل الزائر إنجازه خلال يوم واحد، وعلى الجهة المقابلة، تنتشر أقواس حجرية وغرف، بناها عشاق المكان خلال فترات مختلفة من الزمن.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC