في تطوّر مفاجئ في عالم البيئة الحضرية، كشفت دراسة علمية حديثة أن مجموعة من الأسماك الاستوائية الصغيرة، وموطنها الأصلي أمريكا الجنوبية، تعيش وتتكاثر منذ عقود في نظام الصرف الصحي الملوث في العاصمة الأوكرانية كييف.
وتبيّن أن أسماك الجوبي (Poecilia reticulata)، المعروفة عالميًا كأسماك زينة موطنها فنزويلا وغيانا، أسست مستعمرة مستقرة وقادرة على التكاثر في محطة معالجة مياه الصرف الصحي "بورتنيتشيسكايا" الواقعة على أطراف كييف.
وتشتهر أسماك الجوبي بقدرتها الفائقة على التكيف مع مختلف ظروف المياه من حيث الجودة ودرجة الحرارة، لكن قدرتها على البقاء في بيئة قاسية كمجاري كييف، المليئة بالتلوث والروائح الكريهة، تكشف عن مرونتها البيولوجية المذهلة.
وقد رُصدت هذه الأسماك لأول مرة في الثمانينيات، ومنذ ذلك الحين وهي تتكاثر وتعيش طوال العام في مياه الصرف. ووفقًا لعالمة الأسماك يوليا كوتسوكون من معهد علم الحيوان في الأكاديمية الوطنية للعلوم في أوكرانيا، فإن أسماك الجوبي تفضل المناطق العلوية من القنوات، حيث تكون حركة المياه أسرع. أما المناطق السفلية، التي تتراكم فيها الملوّثات وتتباطأ المياه، فهي ملوثة جدًا حتى بالنسبة لهذه الأسماك القوية.
ورغم انتشارها في بيئات عديدة حول العالم مثل البرك والقنوات والخزانات، إلا أن قدرتها على العيش والازدهار في مجاري مدينة كبيرة مثل كييف تُعدّ سابقة فريدة.
وبينما يمكن لبعض أسماك الزينة التي تُرمى في المراحيض أن تظهر في المسطحات المائية، إلا أن استقرارها وتكاثرها في المجاري الحضرية القذرة يمثل حالة نادرة ومثيرة تُبرز مدى قدرة بعض الكائنات على التكيف مع أكثر البيئات تطرفًا.