شيعت عائلة الطفلة السورية آية بلوق، ابنتهم الصغيرة ذات السنوات الثلاث، والتي تحولت قصة موتها الحزينة لقضية رأي عام في البلاد، بالتزامن مع تكشف تفاصيل جديدة عن سبب موتها.
وحملت النعوة الورقية التي تم توزيعها في مدينة دمشق، وصف "الطفلة البريئة عصفورة الجنة آية بلوق"، قبل دفنها في مقبرة "باب الصغير" في دمشق.
وكشفت النعوة أن لدى الطفلة آية، شقيقاً يدعى سعيد، وبرز اسم والدها كامل بلوق لأول مرة منذ اختفائها، يوم السبت الماضي، وظهور والدتها في مقطع فيديو تناشد فيه السلطات بالعثور على ابنتها التي ساد اعتقاد أنها تعرضت للخطف.
وفي سياق قضية اختفائها ووفاتها الغامضة، كشف المحامي السوري عادل خليان، تفاصيل جديدة حول الحادثة، وبينها أن آية ذهبت مع طفلة أخرى أكبر منها وعلى علاقة صداقة معها بهدف اللعب قرب مكان عمل والدة آية.
وأضاف أن الطفلة الكبرى التي تظهر في فيديو يوثق لحظات اقتيادها لآية، اعترفت أنها وضعتها في صندوق سيارة قديمة ومركونة، وأغلقت عليها الصندوق، ثم عادت لحياتها وكأن شيئًا لم يحدث.
وأوضح خليان أن آية بقيت حبيسة صندوق السيارة لأيام، حتى بدأت رائحة الجثة تنتشر، فتم العثور عليها داخل السيارة المركونة في سوق الهال بمنطقة الزبلطاني في دمشق.
ونشر المحامي صورة لتقرير الطب الشرعي يعزي سبب وفاة آية إلى توقف قلبها وتنفسها دون ظهور مؤشرات على وجود اعتداء أو عنف جسدي، أو سرقة أعضاء، أو تجارة بشرية.
وأشار خليان إلى أن القضية شهدت في بدايتها، ادعاء سيدة أنها شاهدت رجلاً على دراجة نارية يخطف "آية" وهي تبكي، لكنها تراجعت عن أقوالها أمام التحقيق، واعترفت أنها لم ترَ شيئًا، قبل أن تعترف الطفلة الأخرى بمكان آية بعدما ظهرت في كاميرا المراقبة تقتاد الضحية.
وقال المحامي خليان إن خيوط القضية قد اكتملت، "ولا وجود لخاطف مجهول، ولا لسيدة خمسينية، ولا لدراجة نارية، بل كانت مأساة سببها طيش طفولي، وجهل بعواقب الأفعال".
لكن تقرير الطب الشرعي الذي أورده المحامي، ترك تحديد السبب غير المباشر للوفاة إلى حين صدور نتائج فحص وتحاليل عينات من جثمان الطفلة، قبل البت بسبب الوفاة بشكل نهائي.
ومع ذلك، قوبلت رواية المحامي بكثير من الشكوك، بعد أن أثارت الحادثة مخاوف وقلق كثير من السوريين من وجود عصابات منظمة لخطف وقتل وتجارة الأطفال والأعضاء البشرية خارج سيطرة السلطات الأمنية.
وزادت تلك الشكوك مع تأخر العثور على جثة آية حتى يوم الأربعاء الماضي، وصمت السلطات الرسمية السورية عبر وزارة الداخلية أو أي جهاز أمني يتبع لها حول الحادثة، رغم الاهتمام الواسع فيها في عموم البلاد.
