كشفت دراسة حديثة نشرتها صحيفة "التايمز" البريطانية أن آباء "جيل زد" أي من هم دون الثامنة والعشرين، لا يولون اهتمامًا كبيرًا لعادة قراءة القصص لأطفالهم، مقارنة بالأجيال السابقة؛ ما قد يحرم الأطفال من فوائد نفسية وتربوية مهمة.
وأجريت الدراسة من قبل دار النشر "هاربر كولينز" بالتعاون مع شركة "نيلسن آي كيو بوك داتا"، وأظهرت أن نسبة محدودة فقط من هؤلاء الآباء تعتبر القراءة بصوت عالٍ لأطفالهم نشاطًا ممتعًا أو وسيلة للتقارب العاطفي.
وطرحت النتائج تباينات ملحوظة بين الجنسين؛ إذ تحظى الفتيات بفرصة أكبر لسماع القصص مقارنة بالأولاد.
ووفقًا للإحصائيات، يُقرأ لأقل من 30% من الأولاد دون سن الثانية بشكل يومي، مقابل 44% من الفتيات، بينما لا يُقرأ لـ22% من الأولاد مطلقًا أو نادرًا، الأمر الذي أثار قلق المتخصصين في مجال الطفولة.
ووصف مؤلف كتب الأطفال، فيل إيرل، هذه الفجوة بـ"المروعة"، معربًا عن أسفه لأن الكثير من الأولاد يُحرمون من لحظات التعاطف والخيال التي توفرها القراءة، مؤكدًا أن الصور النمطية التي تفترض أن الذكور أقل قدرة على التعبير العاطفي تعزز مثل هذا السلوك؛ ما ينعكس سلبًا على نموهم النفسي والاجتماعي.
من جهته، شدد دان غينيس، مدير مؤسسة "بيوند إيكواليتي"، على أهمية القراءة كوسيلة لغرس قيم التعاطف ومهارات التعبير العاطفي لدى الأطفال، محذرًا من أن تجاهل هذه العادات قد يؤدي إلى مشكلات تعليمية أو حتى سلوكيات عنيفة مستقبلًا.
وفي ختام الدراسة، أكدت الباحثة أليسون ديفيد أن القراءة اليومية للأطفال تسهم في تعزيز حبهم للقراءة بثلاثة أضعاف، مقارنة بأقرانهم الذين لا يُقرأ لهم بانتظام، مضيفة: "لم يفت الأوان بعد لبدء هذه العادة".