مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
تسعى جمهورية الكونغو الديمقراطية، أكبر منتج للكوبالت في العالم، إلى تنظيم سوق هذا المعدن الاستراتيجي من خلال سياسة فرض حصص تصديرية، في خطوة قد تعيد تشكيل خريطة العرض العالمي للكوبالت وتشبه إلى حد كبير استراتيجية "أوبك" في قطاع النفط.
وذكرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، أن السلطة المكلفة بتنظيم ومراقبة أسواق المواد المعدنية الاستراتيجية (Arecoms) في الكونغو أعلنت في الـ21 من شهر أيلول/سبتمبر الماضي، عن تطبيق حصص تصديرية للكوبالت بدءًا من الـ16 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بعد حظر التصدير، الذي جرى فرضه في الـ22 من شهر شباط/فبراير الماضي.
وأدت تلك الإجراءات إلى ارتفاع أسعار المعدن، حيث ارتفع سعر الطن من 21,500 دولار إلى نحو 32,000 دولار بحلول شهر أيلول/سبتمبر الماضي، بعد أن كان قد انخفض من 81,000 دولار في عام 2022 بسبب فائض العرض.
وأشارت المجلة إلى أنه مع إنتاج الكونغو نحو 84% من الكوبالت العالمي في 2024، فإنها تمتلك نفوذًا كبيرًا لتحديد أسعار السوق، ومقارنة بذلك، تسيطر "أوبك" على 35 إلى 40% فقط من إنتاج النفط العالمي، و"OPEC+" على نحو 50%.
وتهدف الكونغو عبر تحديد حصص التصدير إلى استقرار الأسعار وتشجيع معالجة المعدن محليًا قبل التصدير، بما يعزز القيمة المضافة داخل البلاد.
وبموجب القواعد الجديدة، سيُسمح بتصدير 18,125 طنًا فقط بين 16 أكتوبر الجاري و31 ديسمبر المُقبل، بينما ستصل الحصص السنوية لعامي 2026 و2027 إلى 96,600 طن، أي أقل من نصف حجم التصدير في 2024، الذي بلغ 220,000 طن.
ومن المرجح أن تؤثر هذه السياسة على كبار المنتجين مثل شركة (CMOC)، التي أنتجت 114,165 طنًا في 2024.
وأوضحت المجلة الفرنسية، أن تنفيذ هذه السياسة يواجه تحديات كبيرة، أبرزها احتمالية السوق السوداء والفساد، إضافة إلى الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية المحتملة من الدول المستوردة الكبرى، خاصة الصين.
وفي المقابل، تسعى إندونيسيا لتعزيز إنتاجها من الكوبالت، حيث بلغت حصتها 28,000 طن في 2024 وتمثل نحو 12% من الإنتاج العالمي، مع توقعات بأن تصل إلى 35% بحلول 2040.
ويعتمد المشترون على إعادة تدوير البطاريات وتحويل الكوبالت المعدني إلى كبريتات الكوبالت، رغم تكلفته العالية.
ويرى بعض المحللين أن سياسة الكونغو قد تؤدي إلى "تدمير الطلب" إذا أصبح العرض محدودًا جدًا، بينما تواصل صناعة البطاريات التحول نحو بدائل أخرى، مثل بطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات (LFP).
ويبقى الرهان، بحسب المجلة، على قدرة الكونغو في استخدام هيمنتها على إنتاج الكوبالت لتصبح لاعبًا عالميًا مؤثرًا.